يترقب العالم جولة جديدة من المفاوضات الروسية والأوكرانية في اسطنبول ، حيث أكدت أنقرة أن تكون هذه المفاوضات تقريبا لوجهات النظر عكس ما جرى من مفاوضات سابقة.
تحاول تركيا تكثيف اتصالاتها مع كلا الطرفين وتعتبر نفسها الضامن كونها تقف على الحياد كما تصف نفسها .
في الوقت الذي كشفت فيه الحكومة الأوكرانية أنها لا ترى أي بوادر روسية للتخلي عن وقف إطلاق النار ومازالت تواصل تقدمها واستفزازها للعالم والغرب بقصف يستهدف المناطق السكنية بشكل عشوائي.
و أعلنت وزارة الخارجية الأوكرانية، على “تويتر” أن سكان ماريوبول المحاصرة التي تتعرض للقصف منذ أسابيع “يكافحون من أجل البقاء و الوضع الإنساني كارثي”. موضحة أن “القوات المسلحة الروسية تحول المدينة إلى غبار” .
وأكدت الحكومة أن المدن المحاصرة تتعرض للقصف الروسي كما وإن هذه المدن خسرت أكثرمن 50% من منشآتها وبدون كهرباء وتعيش وضعا مزريا ، وأكثر من 160 ألف شخص يعانون في ظل ظروف غير إنسانية لا تحتمل ، حيث شبهوا الوضع في أوكرانيا بمدينة حلب السورية بعد أن قام الطيران الروسي بتدميرها.
وأضافت الحكومة الأوكرانية إن “روسيا الاتحادية تلعب معنا”.
وفي الوقت ذاته تنفي روسيا استهداف المدنيين وتحمل أوكرانيا مسؤولية الفشل المتكرر في الاتفاق على ممرات آمنة للمدنيين المحاصرين.
يبدو أن القوات الروسية تحاول تعزيز مواقعها التي تسيطر عليها بالفعل وتحاول خرق دفاعات كييف لكن ليس أمامها فرصة للاستيلاء على العاصمة.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في مقابلة مع وسائل إعلام روسية غير رسمية ، إن قضية “حياد” أوكرانيا التي تشكل أحد البنود المركزية في المفاوضات مع روسيا لإنهاء النزاع “يتم درسها بعمق” ، لكن يجب أن يتم ضمانها من أطراف ثالثة ويجب أن تخضع لاستفتاء.
وأضاف زيلينسكي، أن الهجوم الروسي تسبب في دمار لمدن سكانها يتحدثون بالروسية في أوكرانيا، وأشار إلى أن هذا الضرر يفوق ما حدث في حروب روسيا في الشيشان.
ومن المقرر أن الوفدان الروسي والأوكراني سيلتقيان في تركيا في إطار جولة مفاوضات مباشرة جديدة، وفق ما أعلن المفاوض الأوكراني دافيد أرخاميا. كما نقلت وكالات الأنباء الروسية عن كبير المفاوضين الروس فلاديمير ميدينسكي أن جولة تفاوض جديدة ستعقد ويترقب وصول الطرفين مساء يوم الإثنين 28/3/2022.
الشروط الأوكرانية وجود دولة ضامنة وأن لا يتكرر المشهد مستقبلا.
في العام 2014 وقعت أوكرانيا اتفاقيات نزع السلاح وترى نفسها الآن تحت نيران القصف الروسي ، ووجود ضمانات أمنية لكييف هو الأمر الأهم في هذه المفاوضات ، والأمر الذي تراه كييف مستحيلا أن يقدم من موسكو وخاصة بعد خرقها للاتفاقية السابقة لجزيرة القرم وإعلانها الحرب ضد كييف .