سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى
تعاني معظم شرائح المجتمع السوري أزمة اقتصادية مهولة في ظل تحديات اقتصادية كبرى وتدهور مستمر في الأوضاع الإنسانية في مختلف المناطق السورية، لا سيما تلك التي تقبع تحت سيطرة نظام الأسد، بعد عقد من عمر الثورة السورية قتل خلالها النظام وحلفاؤه مئات الآلاف وهجروا ملايين السوريين.
لكن المستهجن هنا إصرار النظام السوري وداعميه ومؤيديه على الترويج بأن سبب معاناة السوريين والتدهور غير المسبوق للاقتصاد يعود في مجمله إلى “المؤامرة الكونية” على النظام “المقاوم” وللعقوبات الاقتصادية الغربية التي تستهدف قواعد وأصول الاقتصاد السوري، متجاهلين الأسباب الفعلية التي تقف خلف هذا الانهيار، التي سيحاول المسؤولون والمقربون من النظام بطرح حلول خنفشارية لتبقى دولة الصمود والتصدي، ويبقى الزعيم الذي سيخفي سيمسح أوربا وكثير من دول العالم عن الخارطة. الزعيم الذي اقترح أحد أعضاء مايسمى بمجلس الشعب السوري أن يقود العالم.ولحل أزمة المؤامرة الكونية .
قدم أحد الخبراء الاقتصاديين الموالين للنظام اقتراحا، وصفه بالتفكير خارج الصندوق، دعا فيه النظام المتهالك للاهتمام بتربية دودة القز، جازماً بأن هذه العملية سوف تحقق إيرادات تصل إلى مليار دولار كل ثلاثة أشهر.
ونشر الخبير المصرفي والاقتصادي عامر شهدا، هذا الاقتراح، عبر حسابه في “فيسبوك”، مشيراً إلى أنه يعتبر أحد الحلول لما “تعانيه البلاد من أزمات اقتصادية متعاقبة بدلاً من البكاء على الأطلال”، على حد وصفه.
ويقضي الاقتراح بحسب شهدا، بإنشاء مشروع أسماه بنك “دودة القز”، يمتد من اللاذقية حتى وادي النصارى، يتم من خلاله منح كل أسرة عشر علب من بيض دودة القز أي 180 ألف دودة بقيمة 40 دولاراً، يضاف للقرض عشرين شجرة توت أبيض بقيمة 20 دولاراً، وبذلك يكون مجموع القرض 60 دولاراً بحساب أن الدولار بالسعر التصديري 5800 ليرة سورية أي 348000 ليرة سورية، “أقل من راتب سنوي لعسكري مسرح”، وفقاً لشهدا.
ويضاف للقرض 100 ألف ليرة تجهيزات قياس رطوبة، فيصبح قيمة القرض 450000 ليرة، مشيراً إلى أن كل أسره تؤمن غرفة 3×3 متر وتخضع لدورة تدريبية على تربية دود القز مدة ثلاثة أيام.
وبيّن شهدا أن بيوض دودة القز تفقس بعد 5 أيام، كما أن مدة التربيه 35 يوماً وكل علبة بيض تعطي إنتاج بقيمة 80 دولاراً، مضيفاً أن كل ثلاث دورات تربية بالعام أي كل (120 يوماً) تعطي الأسرة 240 دولاراً، وبذلك تنتج العشر علب أي ( 180 ألف) دودة نحو 2400 دولاراً.
وتابع شهدا أن كل أسرة تنتج 2.5 كيلو غرام خيوط حرير، حيث يبلغ سعر الكيلو 1000 دولار وأسواقه في الصين وإيران وإندونيسيا والهند وتايون أي مجموع ما يصدر يساوي 1250000000 دولار بحساب الدولار على أساس السعر التصديري، ويتم هذا الإيراد بحد أقصى ستة أشهر.
وأضاف شهدا أنه بعد دورتي إنتاج يتم التوسع من خلال إنشاء مصنع إنتاج سجاد حرير، وبهذه الحالة يصبح كيلو الحرير المنسوج بقيمة 2000 دولار.
ودعا شهدا في ختام منشوره لنقاش وحوار موسع حول هذا الاقتراح، الذي يعتبر تفصيل بسيط من مجموعة أفكار تنقذ البلاد مما هي فيه، بحسب قوله.
وتعرض اقتراح شهدا للكثير من الانتقادات والسخرية على الصفحات الإعلامية الموالية للنظام التي تداولته، حيث شبهه البعض بالقصة الشهيرة في التراث العربي التي يحلم بها أحد الأشخاص بجني ثروة كبيرة من خلال جرة عسل يملكها، ثم ينتهي به الحال، بكسر الجرة فوق رأسه، بعد أن تمادى في أحلامه.
ومن خلال هذا الطرح وغيره من أفكار يقدمها الحاضنة للنظام السوري، يعرف أغلبية الشعب السوري هزالة وضحالةوضعف تفكير هكذا نظام، وكيف أن الكثير من الموالين رهنوا مستقبلهم ومستقبل أبنائهم لشرذمة من المفلسين.