نظام الأسد وطريقة حكمه في سوريا

بالرغم من أن النظام بقيادة الرئيس الراحل حافظ الأسد قد استند لترسيخ حكمه بشكل رئيسي إلى أبناء الطائفة العلويّة في الجيش والأجهزة الأمنية وبعض الإدارة، وكذلك إلى حزب البعث.

إلا أن هذا النظام تعامل بحساسية شديدة مع الطائفية في البلاد وراعى واقع أن أغلبية السكان هم من المسلمين السنة، فحافظ أسد كان يقول إنه سني شافعي وهو مذهب الأغلبية في سوريا وكذلك يحرص ابنه بشار الأسد على الصلاة في المناسبات العامة وفق المذهب الشافعي.
ويروى أنه عندما توفيت والدة الأسد الأب ناعسة، أراد رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الراحل محمد مهدي شمس الدين الصلاة عليها لكن نجلها أبلغه بأن والدته تتبع المذهب الشافعي.

قد يقول البعض إن هذه تقية وأمور شكلية لإرضاء السنة لكنها تبيّن حرص النظام السوري في عهد آل الأسد على مراعاة هذه الحساسية الطائفيّة لكي يغطي على طائفيته
ونسبة كبيرة من العلويين تصطف إلى جانب نظام الأسد لأسباب تاريخـية وسياسية ودينية لكن هناك أمور كثيرة تدل على طائفية نظام أسد وأنه اتخذ من البعث سلماً يصعد عن طريقه لسدة الحكم في سوريا ومنها أن وسائل الإعلام الروسية كشفت عن طريق الفريق فلاديمير فيودوروف الملحق العسكري الروسي السابق لدى دمشق قبل التدخل العسكري الروسي المباشر في سوريا بستة أشهر، أدلى بتصريحات عبر حوار تلفزيوني أكد فيها أن حافظ الأسد كان يصغي لما يقوله المجلس العلوي الأعلى الموجود أساسا منذ عهد حافظ أسد.
وبحكم تجربة الفريق في العمل الاستخباري والعسكري فقد أكّد وجود مثل هذا المجلس مكتفياً بالقول: نحن نعلم وجوده وكفى.
وأكد الفريق الروسي أن المجلس العلوي الأعلى كان له دور بإقناع حافظ الأسد بجعل ابنه بشار خليفة له إلا أن فكرة توريث بشار كما قال الملحق العسكري السابق جاءت من إحدى الشخصيات السورية التي تشرف على التعاون العسكري مع روسيا دون أن يقوم بتسميتها خصوصاً أن بشار نفسه وقبل تنصيبه رئيساً كان له نشاط في ذلك التعاون العسكري كما قال فيودوروف.
وأضاف الفريق الذي تنقل في مهام عدة بين مصر وليبيا وسوريا عبر إدارة الاستخبارات العسكرية أن الروس أنفسهم اقترحوا على حافظ الأسد أن يكون ابنه بشار خليفة له بعد وفاة ابنه باسل وأنهم نصحوه باستبدال الحرس القديم قائلين له: ابنك بشار يمكن أن يقوم بذلك بشكل رائع.
ولفت فيودوروف إلى أن حافظ الأسد كان شبه مشكك بقدرات ابنه على إدارة البلاد إلا أن نصيحة الروس بجعل بشار خليفة له دفعته للاقتناع فطلب من وزير دفاعه آنذاك مصطفى طلاس أن يقوم بمساعدة بشار في أداء مهمته رئيساً ووعده طلاس بذلك.
وعن حقيقة وجود ما يعرف بالمجلس العلوي الأعلى رد بالتأكيد على وجوده بقوله: وهل هذا سر أساساً وكنّا نعلم بوجود هذا المجلس كعلمنا بوجود مجلس الشعب وأضاف لا شك في أن حافظ الأسد كان يصغي لهذا المجلس موضحاً أن حافظ الأسد عندما قرر توريث ابنه باسل الذي لقي مصرعه لاحقاً فقد توجه بخصوص ذلك إلى ذلك المجلس.
ومن خلال كل ماسبق ومن خلال ماقام به حافظ أسد وابنه بشار نعلم حقيقة أنه نظام طائفي يقرب إليه كل من يواليه ويسانده على الشعب المقهور لكن متى ما شعر بخطر ما يتخلص منه بطريقة غادرة.

 

إعداد: مروان مجيد الشيخ عيسى

تحرير: أسامة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.