ديرالزور – مروان مجيد الشيخ عيسى
تعد كفارة القتل هي أحد الكفارات الخمسة المعهودة في الشرع، وهي واجبة، فالكفارة في عُرف الشرع اسم للواجب، وقد عُرف وجوب كفارة القتل من القرآن الكريم لقوله تعالى في سورة النساء: وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ.
والحاصل أن القبائل تظهر قوة تكاتفها في أمور منها الدية، والمطالبة بالدم أو الثأر وبضمانات الجرائر ،وكذا القيام بفورة الدم، ومعاونة الضعيف وإعطائه مايسمى بالحذية.
وعلى كل حال لا يحصر أمر التعاون والتضافر ويتجلى عند منازعات القبائل وحروبها وغزواتها.
ولاتزال القبائل الأصيلة تحافظ على كل موروثها من مكارم الأخلاق، كما هو الحال لدى قبيلة العكيدات العريقة ،فقد أطلق وجهاء عشائر سورية حملة تبرعات لإنقاذ شاب محكوم بالإعدام في المملكة العربية السعودية على خلفية قتله شخصاً قبل نحو سنتين خلال مشاجرة.
وخلال الأيام القليلة الماضية، نشرت شبكات وصفحات في دير الزور مناشدات للمساهمة في دفع دية القتيل وتحرير رقبة الشاب عبد الإله الشويطي المسجون في المملكة العربية السعودية.
وبحسب مراسل شبكة BAZ الإخبارية، فإن السلطات السعودية تعتزم تنفيذ حكم الإعدام بالشاب خلال نحو شهر ما لم يتم تسديد دية القتيل.
ويشترط أهالي القتيل المدعو فرحان محمد شديد الدوسري تسديد دية تبلغ 13 مليون ريال سعودي قرابة 4 مليون دولار. مقابل التنازل عن حقهم.
وقد وثقت شبكة BAZ الإخبارية تبرع العديد من أبناء قبيلة العكيدات في سوريا ولا سيما إمارة عشيرة البكير بمبلغ وصل إلى 850 ألف ريال سعودي.
وترافقت الحملة مع نشر قصائد وأشعار من قبل مؤثرين محليين على منصات التواصل الاجتماعي لحث العشائر على المساهمة في جمع المبلغ الضخم.
فيما ناشد بيان صادر عن عشيرة البوسرايا في العراق عشيرة الدواسرة في السعودية العمل على تخفيض مبلغ الدية من أجل تحرير رقبة الشاب الشويطي.
غير أن العديد من رواد مواقع التواصل انقسموا بين مؤيد للحملة والوقوف إلى جانب ابن العشيرة وآخرين اعتبروا أنه من الأولى مساعدة فقراء المنطقة بتلك المبالغ الطائلة عوضاً عن التبرع بها لإطلاق سراح قاتل.
لكن غالبية قبيلة العكيدات بدأ فعليا بتشكيل لجان لجمع التبرعات لدفع الدية ،فهم حسب رأيهم من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا .