كيف استغل البعض مأساة الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا لنهب المساعدات 

سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى

اعتاد السوريون منذ انطلاقة الثورة السورية على أن يشترك الجميع في سرقة الأموال التي ترسل إليهم من قبل من يدعون أنهم قيادات الثورة رغم أنهم لا يمثلون الثورة ولا أهلها الحقيقيون ،أما في أعقاب الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا مخلّفا وراءه أكثر من 30 ألف قتيل وعشرات آلاف الجرحى ومئات آلاف المتضررين، هرعت مختلف المنظمات والمؤسسات، والأفراد من حول العالم لتقديم يد العون لأولئك الذين ينتظرونها فوق الأنقاض وتحتها، لتصطدم تلك المعونات بجداري الفساد والسياسة، اللذين تسببا بسرقة ما يمكن سرقته من تلك المساعدات من طرف، وتسييسها ومنعها من الوصول لمحتاجيها على اعتبارات انتمائية من طرف آخر. لسوء الحظ، في مواجهة الكارثة، فإن ممثلي التهديد، الذين يسيئون استخدام النوايا الحسنة للناس واستعدادهم للمساعدة، من خلال سرقة أموال التبرعات، ومنع التبرعات من الوصول إلى المحتاجين الحقيقيين، يتسببون في اهتزاز ثقة الناس بفعل المساعدة، ويقوّضون من ورغبتهم فيها، وهذا ما رأيناه لدى كثيرين ممن دعوا إلى عدم إرسال المساعدات إلى مناطق محددة. طمع بأموال المجتمع الدولي لأن الإنترنت ما هو إلا مرآة تعكس الواقع بحسنه وبشاعته، وبعد أقل من 24 ساعة من وقوع الزلزالين الهائلين اللذين أوديا بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص في تركيا وسوريا، بدأ مجرمو الإنترنت بالفعل في استغلال الأزمة الإنسانية، إذ لا يأخذ أولئك استراحة أبدا من الاحتيال على مستخدمي الإنترنت، وتظهر المحاولات الأخيرة التي رصدها مختبر “Bitdefender” للأمن السيبراني، مرة أخرى، كيف يمكن أن يكونوا عديمي الضمير. بينما قُتل الآلاف من الناس وتُرك عشرات الآلاف يجوبون المباني المنهارة بحثا عن أولئك الذين وقعوا تحت الأنقاض، يستهدف المحتالون كرم الناس في جميع أنحاء العالم الذين يرغبون في تقديم مساهمة صغيرة لضحايا هذه الكارثة. أولئك المحتالون يدعون أنهم يمثلون مؤسسة خيرية أوكرانية تطلق على نفسها اسم “ولاديمير” تسعى للحصول على أموال لمساعدة المتضررين من الكوارث الطبيعية التي وقعت في الساعات الأولى من يوم الاثنين.  المحتالون ادّعوا أنهم منظمة خيرية عالمية تعمل بالتعاون مع “اليونيسف”، ويطالبون بالتبرعات لدعم الأطفال والأُسر المتضررة في كلا البلدين، كما أخذت المؤسسة على عاتقها تقديم المساعدة المباشرة على الأرض لمساعدة أكبر عدد ممكن من الناس.

ولاتزال تلك الخفافيش القذرة تجمع الأموال مستغلة جراحات الشعب السوري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.