محافظ الحسكة “صيوح” يمنع جمع أو إرسال المساعدات لمنكوبي الزلزال إلا عن طريقه

الحسكة – مروان مجيد الشيخ عيسى 

أعاد الزلزال العنيف الذي ضرب منذ 4 أيام جنوبي تركيا وشمالي سوريا إلى الواجهة مسألة توزيع المساعدات الإنسانية في سوريا، وسط اتهامات للنظام السوري والميليشيات التابعة له بالاستحواذ عليها، ووصول القليل فقط للفئات التي تحتاجها. 

وفي الوقت الذي تتواصل فيه جهود الإنقاذ بحثا عن ناجين بعد مرور أيام على الزلزال المدمر، يواجه عشرات الآلاف مصيرهم في العراء في أجواء البرد القارس، كما تتعالى أصوات الداعين لإيصال المساعدات لمستحقيها.

وكانت جميع المناطق السورية، قد شكلت لجان لجمع التبرعات لإخوانهم في المناطق المنكوبة بسبب الزلزال، وخلال هذه الفترة نشط الكثير من أهل النخوة من أبناء الحسكة للمساهمة في العمل الخيري، وبعد هذه الأيام الثلاثة، من جمع التبرعات ،علمت شبكة BAZ الإخبارية من مصدر موثوق بأن محافظ الحسكة لؤي صيوح أصدر أمرا بأن يتم تحويل جميع المبالغ والمواد التي جمعت من أبناء الحسكة، إلى مبنى المحافظة ويتم تسليمها له حصرا، مع منع تحويل أي مساعدة إلا عن طريق مكتبه، ومن يثبت أنه قام بإرسال أي مساعدة بلا موافقة منه شخصيا يعرض نفسه للمساءلة القانونية .

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، يتواصل الحديث عمّا يصفه الناشطون بسرقة المساعدات الدولية لضحايا الزلزال في مناطق سيطرة النظام السوري. 

وتظهر جولة سريعة في أبرز الصفحات الموالية للنظام السوري أن الجميع يبدو مستاء من وصول كميات ضخمة من المساعدات العينية، في حين لم يحصل المحتاجون إليها إلا على النزر القليل.

ولم تجرؤ أي من تلك الصفحات الموالية على توجيه اتهامات مباشرة للنظام أو المسؤولين الحكوميين، بل يجري التأكيد على أن النظام  السوري يفعل ما بوسعه، لكن من وُصفوا “بضعاف النفوس” يجدون طريقهم لانتهاز الفرص وسرقة المساعدات.

وهاجمت بعض الصفحات السورية أحد الأشخاص، وقالت إنه متورط في بيع مواد أرسلتها الإمارات العربية المتحدة لنجدة المتضررين من الزلزال في مناطق سيطرة النظام.

وعلى صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، قام شخص بنشر صور لبضائع للبيع بأسعار منافسة. وطرح المتابعون لما يحدث في سوريا تساؤلات حول ما يحدث، مستغربين كيف وجدت تلك البضائع طريقها إلى البيع.

وأشار المتابعون إلى أن هذه البضائع وصلت في الوقت الذي تحكم فيها المليشيات العسكرية قبضتها على مداخل ومخارج المدن والأحياء.

فالنظام السوري في مناطق سيطرته يقوم باستغلال المأساة، مؤكدا أنه يرغب في السيطرة على توزيع المساعدات، لأنه يعتقد أن ذلك قد يمنحه الفرصة للعودة إلى المجتمع الدولي.

وفي وقت وصل 3294 من أفراد البحث والإنقاذ إلى تركيا من الخارج، إلا الوضع مختلف في سوريا، إذ لم تصل فرق الإنقاذ، ومن المرجح أن يرتفع عدد القتلى بشكل كبير مع وجود مئات العائلات تحت الأنقاض.

وأقر أندرو ميتشل، وزير المساعدات البريطاني، بمشكلة إرسال المساعدات إلى شمال سوريا، لكنه قال إن المملكة المتحدة ستعمل مع قوات الدفاع المدني التابعة للخوذ البيضاء كما فعلت لسنوات عديدة في المنطقة. لكنه قال إن هناك حاجة لفتح المزيد من نقاط العبور من تركيا إلى شمال سوريا.

ويسمح النظام السوري بدخول المساعدات إلى المنطقة عبر معبر حدودي واحد فقط، ويرفض فتح معابر في الشمال السوري، لأنه يرى أن ذلك يقوض “السيادة” ويقلل من فرصه لاستعادة هذه المناطق، وفق صحيفة “الغارديان” البريطانية.

وتعد المناطق الخاضعة للمعارضة التي تسيطر عليها تركيا، الأكثر تضررا من الزلزال، وفقا لما ذكره مارك لوكوك ، الرئيس السابق للشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، لصحيفة “الغارديان”.

وأضاف “سيتطلب الأمر موافقة تركية لإدخال المساعدات إلى تلك المناطق. ومن المرجح أن يسلب النظام السوري الكثير من المساعدات.

وتستبعد الولايات المتحدة الأميركية إيصال المساعدات عبر النظام السوري، وقال نيد برايس، المتحدث باسم وزير الخارجية الأميركية إن واشنطن تركز توفير المساعدات للشركاء والمنظمات المتواجدة في البلاد منذ بداية الحرب السورية. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.