فرنسا – فريق التحرير
أفردت صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية على صفحات عددها الصادر أمس الجمعة، عدة تقارير عن سوريا، أشارت فيها إلى جهود تعويم النظام السوري والتطبيع معه، وتجارة المخدرات والأزمة الاقتصادية والمعيشية، ووضعت صورة بشار الأسد على صفحتها الأولى مع عبارة “عودة الجزار صاحب الجلالة”.
بشار الأسد لايزال هناك
في افتتاحيتها، قالت نائبة رئيس تحرير الصحيفة إنه “بعد عقد مظلم، اتسم بالفظائع التي ارتكبها النظام، أصبح الشعب السوري جائعاً، على عكس ديكتاتوره (بشار الأسد)، الذي يبدو أنه يستعيد حظوظه في بعض الدول، بعد ثرائه بتجارة المخدرات”.
وذكرت الصحيفة أنه عند اندلاع الانتفاضة السورية في العام 2011 “لم يكن أحد يستطيع التصور بأن جزار دمشق، بشار الأسد، سيتمكن من البقاء في السلطة”، مشيرة إلى “الفظائع التي ارتكبها، والبراميل المتفجرة التي أحرق فيها الرجال والنساء والأطفال، واستخدام السلاح الكيميائي، وغرف التعذيب البشعة”.
ولفتت “ليبراسيون” إلى أن انتهاء الحرب ضد تنظيم الدولة “د ا ع ش” والحرب في أوكرانيا أدى إلى “عدم التحدث عن دمشق وجزارها المحمي من قبل اثنين من المنبوذين في الوقت الحالي. روسيا وإيران”.
وأكدت الصحيفة اليسارية البارزة في فرنسا على أن السوريين عاشوا “عقداً أسود”، ومع ذلك “علينا أن نصدق أن هناك حظا فقط للأوغاد”.
الغرب ليس لديه سياسة تجاه سوريا
وفي تقرير عن سياسة المجتمع الدولي تجاه سوريا، قالت الصحيفة إن الغرب لم يعد لديه سياسة تجاه سوريا، مضيفة أن القوى الغربية “لديها موقف سلبي وترقب من الاستراتيجية الدبلوماسية التي تتبناها تجاه النظام السوري، خاصة مع إعادة بعض الدول العلاقات معه مؤخراً”.
وأشارت “ليبراسيون” إلى أن “هناك حجة قوية حُشدت لصالح التطبيع مع النظام السوري، وهي الواقعية السياسية”، مضيفة أن “بشار الأسد سيحظى بشعبية لمجرد أن ميزان القوى يصب في مصلحته، الأمر الذي يغري بعض الأجهزة الدبلوماسية”.
وتوقعت الصحيفة أن تبرم دول في الشرق الأوسط أو أوروبية متوسطية اتفاقيات مع النظام السوري في مجال الأمن، واتخاذ مواقف بشأن عقود إعادة الإعمار، لكنها أكدت على موقف فرنسا والاتحاد الأوروبي المعارض لذلك.
ولفتت الصحيفة إلى أن مسألة إعادة تأهيل بشار الأسد عادت مؤخراً “بفضل أحد ألد أعدائه منذ العام 2011، الرئيس التركي”، مشيرة إلى المحادثات واللقاءات بين تركيا والنظام السوري.
كما تحدثت الصحيفة الفرنسية في مقالات أخرى عن تحويل النظام السوري للبلاد إلى “دولة مخدرات”، بالإضافة للأوضاع الإنسانية والاقتصادية والمعيشية للسوريين في مناطق سيطرة النظام.