أجهزة النظام السوري الأمنية تعمم أسماء 100شخص من أبناء السويداء لاعتقالهم

السويداء – مروان مجيد الشيخ عيسى

بعد ثورة أبناء السويداء على النظام السوري وسياساته الفاشلة في إدارة الأوضاع الأمنية والاقتصادية، عمّمت الأجهزة الأمنية للنظام السوري أسماء أكثر من 100 شخص للاعتقال من أبناء السويداء، وذلك على خلفية المظاهرات التي شهدتها في الأشهر الأخيرة.

وبحسب ناشطون، فإن التعميم مرتبط خصوصاً بمظاهرة 4 كانون الأول الماضي والتي شهدت اقتحام مبنى المحافظة وحرق صور بشار الأسد، وقُتل خلالها شخصان، أحدهما متظاهر برصاص عناصر النظام .

وأشار الناشطون إلى بعض الأشخاص الذين شملهم التعميم لم يشاركوا في مظاهرة اقتحام مبنى المحافظة، بل بسبب مواقفهم المعارضة للنظام.

ونقلت عن أحد المطلوبين بموجب التعميم قوله إنه تفاجأ عند إجراء “فيش أمني” لاسمه، بوجود تعميم يتعلق بأحداث مبنى المحافظة، التي لم يشارك فيها.

وذكرت أنه من بين المطلوبين، نشطاء في المجالين الإعلامي والمدني، ومعارضين سياسيين يشاركون في الاعتصامات السلمية المستمرة منذ 8 أسابيع في ساحة السير (الكرامة) وسط مدينة السويداء، إضافة إلى أشخاص ينتمون لفصائل محلية.

ونشرت صفحات محلية مقرّبة من أجهزة الأسد الأمنية في السويداء أسماء المشاركين في الاعتصامات السلمية، ووجهت تهماً ملفقة لهم، كالتعامل مع الخارج.

وكانت أجهزة النظام الأمنية في مطار دمشق الدولي اعتقلت قبل أسبوع أحد أبناء السويداء، ويُدعى فراس المحيثاوي، ووجّهت له تهمة المشاركة بحرق مبنى المحافظة.

ولا يزال المحيثاوي معتقلاً في سجون الأسد، حيث تنقّل بين عدّة جهات أمنية، كان آخرها فرع التحقيق التابع للمخابرات العسكرية، دون أن يتم تحويله إلى القضاء.

وقبل أيام، طالب المحامي مهند بركة عبر صفحته الشخصية في “فيسبوك”، بإطلاق سراح المحيثاوي، وحذّر من أنه “كل مطلوب بناءً على تقارير أمنية قد لا يظهر له بأنه مطلوب حتى لو قام بتفييش اسمه لدى فرع الأمن الجنائي أو فرع الهجرة والجوازات، فقد يكون مطلوباً بتعميم داخلي خاص بفرع أمن محدّد دون غيره وهذا التعميم لا يظهر بالفيش، حدثت سابقاً ولا زالت تحدث.

وكان عشرات المحتجّين من أبناء السويداء قد نظّموا اعتصاماً في ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء للأسبوع الثامن على التوالي، تحت شعار “طفح الكيل”.

وطالب المحتجّون بالحرية للمعتقلين والمغيّبين قسرياً، وتنفيذ القرارات الدولية، وتحسين الوضع المعيشي، ورفعوا لافتات كتبوا عليها: “لا لحكم العائلة.. لا لنظام الاستبداد.. أحرار السويداء على عهد ثورة الحرية والكرامة.. نظام الكبتاغون يتاجر بحليب الأطفال”.

وتتواصل الحركة الاحتجاجية في السويداء منذ أكثر من شهرين، وتقتصر على تنظيم المحتجّين لاعتصام أسبوعي للمطالبة بالتغيير السياسي وإطلاق سراح المعتقلين، وتحسين الوضع الاقتصادي.

وفي كانون الأول الماضي، شهدت المظاهرات التي خرجت في السويداء احتجاجاً على تدهور الوضع المعيشي وانعدام الخدمات، اقتحام المحتجين لمبنى المحافظة وإحراقه، وتمزيقهم لصور بشار الأسد وإحراقها والدعس عليها، حيث ردت قوات الأسد بإطلاق النار على المحتجين، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.