علاقات روسيا بإيران وسوريا وإسرائيل على الأرض السورية

سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى

تسعى الدول التي تحترم إرادة شعوبها إلى البحث عن مصالح دولها، إلا النظام السوري الذي باع سوريا وثرواتها وتاريخها لحلفائه.

فالأحداث التي تشهدها سوريا منذ عام 2011، حددت طبيعة العلاقة بين تل أبيب وموسكو، ودفعت بها الى منحدر جديد، خاصة بعد أن أعلنت الأخيرة تعاونها مع طهران لدعم النظام  السوري.

فتل أبيب وفقا لذلك، وضِعت في موقف صعب، فالتعاون الروسي الإيراني قرب حدودها الشمالية، سيشكل بلا شك تهديدا على أمنها الداخلي، ولكنها وفي ذات الوقت، لم ترغب بإثارة حساسية موسكو، وحافظت على علاقاتها التجارية والدبلوماسية معها.

الموقف الإسرائيلي من روسيا، يرجع إلى رغبتها بكسب ود موسكو واستمالتها في سبيل نيل معلومات أمنية حساسة تخص مناطق النفوذ الإيراني في سوريا وطبيعته، فقد استغلت تل أبيب لهذا الغرض معلومات مؤكدة، بوجود خلافات بين الحليفين على مناطق النفوذ بينهما، خاصة في محافظتي اللاذقية وطرطوس المطلّتين على البحر المتوسط، واللتان ترغب موسكو بالاستحواذ عليها، وإبعاد طهران عنها.

لم توافق روسيا على طلبات إسرائيل في البداية، ولكن المشاكل التي بدأت تثيرها طهران بقوة داخل المنطقة، دفعتها الى إعادة حساباتها، ووافقت أواخر العام الماضي، على طلبات إسرائيل المتكررة بفسح المجال أمام طائراتها لاستهداف مناطق النفوذ الإيراني شرقي سوريا وبالقرب من الحدود العراقية تحديدا.

إن موافقتها شملت إطفاء أنظمة مضادات الطائرات والتشويش في أوقات معينة، لفسح المجال أمام مرور الطائرات المسيّرة الإسرائيلية، وهي بذلك عبّرت عن رغبتها بإبقاء قنوات الاتصال مفتوحة مع إسرائيل، كوسيلة احتياطية يمكن العودة لها في ظل الضغوط الاقتصادية المفروضة عليها حاليا إثر حربها ضد أوكرانيا.

فلا شك إن إسرائيل لن ترغب بإثارة الحساسية حاليا مع روسيا، لاسيما وأن الأخيرة قادرة على استهدافها بسهولة عبر مناطق تواجدها في سوريا، ولكن رغم كل ذلك، فإن الموقف الإسرائيلي لا يزال بعيدا عن الثوابت، وستخضع علاقتها مع روسيا لعدة تأثيرات ومتغيرات تحدد وفقا لاضطرابات المنطقة واستقرارها.

فكل يبحث عن مكاسبه إلا النظام السوري، فقد باع القضية في سبيل بقاء بشار الأسد على كرسي الحكم في سوريا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.