سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى
توضح تصريحات الكثير من الفنانين والممثلين الذين يعيشون في مناطق سيطرة النظام السوري ، حقيقة الواقع المتردّي الذي حلّ بتلك المناطق، إذ إن أصوات هؤلاء باتت تعلو الآن بعد أن اشتدت الأزمات من حولهم وأصبح الفقر والجوع مكافأة لهم على مساندتهم للنظام السوري طيلة السنوات الماضية.
ويخرج بين الحين والآخر أحد الممثلين أو الفنانين بمناطق النظام السوري لينتقد تدهور الأوضاع في مناطق الأسد، حيث ارتفاع الأسعار وانهيار الليرة السورية والنقص الحاد بالخدمات الأساسية.
وكان آخر الممثلين الذين اشتكوا من تردّي وضعهم المادي والمعيشي رغم عملهم في المجال الفني منذ عشرات السنوات، الفنان هاني شاهين الذي عرف بشخصية “العريف نوري” في مسلسل “باب الحارة”، وأحد مؤسسي مسلسل “مرايا” مع الفنان ياسر العظمة.
وشكا شاهين خلال لقاء تلفزيوني من الفقر المدقع الذي يعيشه، مشيراً إلى أنه يعمل بالمجال منذ 62 سنة، وبعد كل هذه السنوات يكون جزاؤه بآخر العمر “أن يموت شحاذاً”.
وأكد أنه غير قادر على شراء عدد كبير من السلع الغذائية بسبب ارتفاع الأسعار، موضحاً أن “كيلو اللحم بـ 35 ألف ليرة وكيلو البن 50 ألف، حتى البيضة بـ 900 ليرة”.
وقال: “20 يوم والله العظيم، أنا ومدامتي عايشين على الزعتر والزيت.. الزيت أبيض يعني ما زيت بلدي، فطور وغدا وعشا.. داقت كتير.. بعدين بعت السيارة.. يعني حلّيت الأمر مبدئياً”.
وأضاف أيضا : “بخجل قول والله.. الفواكه ما منعرفها من سنة أبداً.. اللحم بناكل لحم دجاج مع أنه كمان صار غالي 20 لـ25 ألف الكيلو”.
وكانت الممثلة السورية وعضو نقابة الفنانين سوسن علي، قد ظهرت في كانون الأول الماضي، ضمن برنامج مسابقات يعدّه الإعلامي الموالي شادي حلوة، تحدثت فيه عن الظروف القاسية التي تعيشها بعد أن تركها زوجها قبل 13 عاماً مع طفلين أحدهما مريض.
وذكرت أنها تعمل “مستخدمة” في مديرية التربية بمدينة حلب، رغم أنها تحمل شهادة جامعية، وسبق أن عملت في مجال التمثيل لعدة سنوات.
وقالت: “صرلي شهر ببيتي بلا أكل”، وفي كل مرة حاولت أن تشرح الوضع المأساوي الذي يعيشه الناس في مناطق أسد، كان حلوة يقاطعها متجاهلاً أنه يُظهرها بشكل مُذلّ.
ويشهد الوسط الفني في مناطق سيطرة النظام السوري تعالي أصوات بعض الفنانين ممن ساندوا النظام منذ أكثر من 10 أعوام، وذلك تعبيراً منهم عن هول الوضع “الجحيمي” الذي يعيشونه كمكافأة لهم تجاه دعمهم للجرائم ضد الشعب السوري.
ولا يتعدّى انتقاد هؤلاء الفنانين للوضع في مناطق الأسد غياب الخدمات الأساسية، فرغم الواقع المأساوي الملموس لم يتجرؤوا على انتقاد بشار الأسد ونظامه الذي يقف وراء كوراث سوريا منذ أعوام، متجاهلين مسؤولية بشار الأسد المباشرة عن الدمار والأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تعيشها البلاد.