حلب – مروان مجيد الشيخ عيسى
تعتمد منهجية التقرير على التحقيقات التي أجراها فريق لحقوق الإنسان مع عدد من الأهالي و الناشطين حيث يحتوي على رواية شاهدين عيان مسجله في التقرير إضافة إلى الأخبار و الصور التي و ردت عن طريق ناشطين متعاونين مع حقوق الإنسان ,كون فريق حقوق الإنسان لم يتمكن من زيارة المنطقة .
وبعد هذه السنين ومع اقتراب الذكرى العاشرة لها، كشف ناجون من المجازر التي شهدها ريف حلب الشرقي فترة دخول الإيرانيين إليه سنة 2013، معلومات وتفاصيل تتعلق بما فعله الإيرانيون بالمدنيين القاطنين هناك، وقد أشارت المصادر إلى أن القتل والتنكيل تم على أساس طائفي ومذهبي بحت، وأن الميليشيات فعلت ما فعلته فقط لأن سكان المنطقة من العرب السنة وليس لأنهم مؤيدون أو معارضون.
يقول أحد الناجين من مذبحة المزرعة بريف مدينة السفيرة شرق حلب: “بينما كانت ميليشيات النظام السوري تتقدم ببطء باتجاه البلدة التي كان هناك الكثير من سكانها موالين لنظام الأسد، بدأت فصائل الجيش الحر بالتراجع شيئاً فشيئاً خاصة بعد سيطرة الميليشيات على الطريق الأهم والإستراتيجي وهو طريق معامل الدفاع – خناصر – حلب، لتدخل الميليشيات في النهاية بلدة المزرعة القريبة من بلدة خناصر بريف السفيرة، وقد كنت أنا أحد القلّة الذين خرجوا من البلدة في الساعات الأخيرة قبل اجتياحها.
قاموا بجمع عشرات المدنيين منذ أن وطئت قدمهم أرض البلدة، وقاموا برميهم في بئر قديم عميق في البلدة، فيما قاموا بجمع العشرات الآخرين داخل أحد المنازل وقاموا بحرقهم جميعاً وهم أحياء، لقد بلغ عدد الذين تم قتلهم ذلك اليوم 70 شخصاً، 45 منهم تم رميهم في البئر و25 تم حرقهم أحياء داخل منازلهم”، مشيراً إلى أن أكثر المشاهد رعباً كانت عندما أمسكوا بطفل صغير ونحروا عنقه أمام الجميع وأمام ذويه.
وفيما كانت ميليشيات الأسد وإيران ترتكب مجزرة في المزرعة، كان هناك قوات أخرى تجتاح بلدة رسم النفل الواقعة أيضاً على جانب الطريق حلب – خناصر – حماة، وقد ذكر ابن عم اثنين من القتلى وهو أحد سكان المنطقة حالياً في حديث أن ميليشيات الأسد جمعت أكثر من 200 مدني، غالبيتهم من النساء والأطفال الذين تم جمع كثيرين منهم في منازلهم وتفجيرها بهم ومن ثم قامت الجرافات بخلط أشلائهم بركام منازلهم وتركهم، فيما تم ذبح الكثيرين ورميهم أيضاً في بئر البلدة”.
وذكر أنه تم اكتشاف المجزرتين بعد أن تمكّنت فصائل الجيش الحر حينها من استعادة السيطرة على البلدتين بعد نحو شهر، ليتفاجأ من كان من أهاليهما بمشهد مروع ورائحة دماء تغطي البلدتين، حيث حاولت فرق الدفاع المدني إخراج من كانوا في البئر لكن دون جدوى بسبب تحلل الجثث وتفسخها
ويقول أحد العسكريين المنشقين والمنحدرين من بلدة رسم النفل والذي انشق بعد وقوع المجزرة مباشرة: كانت الفكرة السائدة لدى الإيرانيين هي الانتقام من العرب والسنّة، كان هناك الكثير من الموالين في المنطقة، إلا أن هذا لم يشفع لهم لأن الإيرانيين كانوا يرتكبون المجازر على أسس طائفية وعرقية وقومية.
وبيّن أنه حتى الآن يذكر كيف قام أحد الضباط العلويين وبأوامر من ضابط في الحرس الثوري الإيراني، بجمع جميع العناصر السنّة الذين كانوا يخدمون في مطار حماة العسكري ووضعهم على الخط الأول من الجبهة، خلال معارك مدينة مورك، نعم لقد تركوهم كي يقتلوا في الخطوط الأولى دفاعاً عن العلويين والشيعة الإيرانيين في الخطوط الخلفية.
ويذكر أن ميليشيا الأسد ارتكبت العديد من المجازر خلال 12 عاماً من حربها مع حلفائه الروس والإيرانيين على الشعب السوري، من بينها مجزرة الحولة بريف حمص ومجزرة الكيماوي في ريف دمشق ومجزرة نهر قويق في حلب، فضلاً عن مجازر أخرى ارتكبتها ميليشيات الأسد في المناطق الشرقية، أشهرها مجزرة حيي الجورة والقصور في مدينة دير الزور سنة 2012 عندما قتلت نحو 500 شخص على مدار 3 أيام في الحيين المذكورين، ذبحاً وحرقاً ودهساً بالدبابات وغيرها من الأساليب الوحشية.