عامر نصار عميل أمن الدولة وتسجيلات مسربة مع اللواء حسام لوق

درعا – مروان مجيد الشيخ عيسى

منتصف آذار 2011، كانت بداية الثورة من درعا في الجنوب السوري، لتتمدد خلال أشهر إلى غالبية مراكز المدن السورية، لكن قمع النظام السوري واستعانته بإيران بعد خروج المناطق تباعاً من سيطرته، ومن ثم استعانته بروسيا في خريف العام 2015، مع بلوغ انتصارات المعارضة ذروتها، بعد أن عجزت إيران عن دعمه عسكريا، أدى في نهاية المطاف إلى انحسار سيطرة المعارضة في مساحات محدودة في شمال غرب سوريا، في إدلب، وفي بقية المناطق التي شهدت عمليات عسكرية تركية.

لم يكن النظام السوري قادرا على فعل شيء، لولا وجود جيش من العملاء والمخبرين، يعيشون بيننا.

فقد كشفت تسجيلات صوتية مسرّبة بين القيادي بجهاز “أمن الدولة” بدرعا عامر النصار، ورئيس مخابرات ميليشيا النظام السوري اللواء حسام لوقا، عن جزء بسيط من ممارسات نظام الأسد وكيفية تحكّمه بالوضع في درعا.

ونشر “تجمع أحرار حوران” المحادثات المسجّلة بين لوقا والنصار على جزئين، لافتاً إلى أنها تمت خلال أشهر نيسان وأيار وحزيران من العام الماضي، وحصل عليها التجمع من الهاتف الشخصي للنصار بعد مقتله في مدينة الحارّة شمال غرب درعا في 15 من الشهر الجاري.

وفي الجزء الأول من التسجيلات المسرّبة، قدّم النصار تقريراً للوقا عن رئيس فرع ميليشيا “أمن الدولة” بدرعا العميد محسن درغام، حيث قال إنه اجتمع مع الأخير ووجده “إنساناً هادئاً بدو يشتغل وما بحب العجلة”.

وأشار التجمع إلى أن التسجيلات تضمنت دليلاً على وجود خلافات حادة بين الأمن العسكري وأمن الدولة، إضافة إلى تحذير ضابط للنظام من عملية استهداف، ونصب كمين وسرقة سلاح عن طريق متعاون مع أمن الدولة.

أما الجزء الثاني من التسجيلات، فقد كشف عن ممارسات ميليشيا النظام السوري في درعا بشكل عام وكيفية إدراتها للمنطقة التي تشهد فلتاناً أمنياً منذ اتفاقات المصالحة مع النظام في عام 2018.

وحسب ما ذكر “تجمع أحرار حوران”، كان من أبرز ما جاء في التسجيلات الكشف عن قيام أجهزة النظام السوري بمداهمات وهمية لإبعاد الشبهة عن عملاء لها في درعا، وكذلك إظهار مساعي ميليشيا أمن الدولة في تهجير أبناء المنطقة.

كما تكشف التسجيلات محاولات ميليشيا “أمن الدولة” إشعال اقتتال عشائري في مدينة جاسم شمال غرب درعا، إضافة إلى قيام الميليشيا بمقايضة معتقلين بقطع سلاح.

وكان التجمع قد أفاد بوقت سابق من الشهر الجاري بأن عامر النصار الملقب بالعكيد قُتل بإطلاق نار من مجهولين خلال وجوده في أحد المنازل بمدينة الحارة.

وأوضح التجمع أن “النصار” ينحدر من قرية “نمر” ولديه صلات وثيقة مع قادة من ميليشيا حزب الله اللبناني، ويتزعم مجموعة محلية تعمل لصالح فرع “أمن الدولة” في منطقة الجيدور شمال درعا عقب إجرائه التسوية منتصف عام 2018.

وشارك “النصار” بعمليات دهم لمنازل مطلوبين للنظام السوري في مدينة الحارة وتسبب باعتقال عشرات الشبان بتكليف من ضباط فرع أمن الدولة”.

كما لقيت امرأة تُدعى “سماح اللكود” مصرعها متأثرة بجراحها التي أصيبت بها إثر عملية استهدافها بطلق ناري مع “النصار” في مدينة الحارة، بحسب التجمع الذي أشار إلى أنها  تنحدر من الحارّة، وتُعرف بارتباطها الوثيق مع ضباط النظام السوري ، إضافة لتسليمها عدداً من الشبان للنظام بعد استجرارهم في منطقة الجيدور.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.