سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى
هاجم وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو في مذكراته التي صدرت الثلاثاء الماضي في كتاب بعنوان “القتال من أجل أمريكا التي أحبها” رئيس النظام السوري بشار أسد، كما أشعل غضب أنقرة بسبب “معلومات أوردها بومبيو في مذكراته.
وتضمّن كتاب مذكرات بومبيو الذي يتألف من 17 فصلاً في 438 صفحة، تفاصيل مثيرة للغاية، روى فيها أحداثاً وقضايا عدة، منها ما هو متعلق بسوريا وتركيا والنظام الإيراني وكوريا الشمالية.
وهاجم بومبيو بشار الأسد ووصفه بالدكتاتور، حيث كتب: الدكتاتور السوري بشار الأسد المدعوم من إيران، دعا روسيا إلى الحارة العربية واستخدم الأسلحة الكيميائية ضد شعبه”.
واعتبر الوزير السابق أن الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما وجّه رسالة سيئة لخصوم أمريكا بتراجعه بضعف عن الخط الأحمر الذي وضعه في سوريا، بحسب صحيفة الشرق الأوسط.
واعتبر بومبيو في مذكراته أن الجيش التركي لم يكن قادراً على قتال تنظيم الدولة ” د ا ع ش” في سوريا، ما استدعى الولايات المتحدة للتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية لمحاربة التنظيم، كما وصف تركيا بأنها دكتاتورية إسلامية شمولية.
وأشعل ما أورده بومبيو في مذكراته حول تركيا غضب المسؤولين الأتراك، إذ صرّح وزير الخارجية التركي جاويش أوغلو أنه ألّف كتابه من باب إطلاق حملة للترشّح للرئاسة.
وذكر جاويش أوغلو أن الكتاب يتضمن معلومات غير صحيحة يمكن وصفها بلغة دبلوماسية، بـ “الكاذبة والمبالغ فيها وذات معايير مزدوجة”، بحسب وكالة “الأناضول”.
واعتبر الوزير التركي أن ادّعاء بومبيو بأن “الجيش التركي لا يملك القدرة على هزيمة تنظيم الدولة “د ا ع ش” يشكل مثالاً على المعلومات غير الصحيحة”، لافتاً إلى أن تعاون الولايات المتحدة مع قوات سوريا الديمقراطية لم يبدأ في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب بل في عهد أوباما.
وكشف بومبيو أنه كتب رسالة لقائد ميليشيا “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، الذي اُغتيل بضربة جوية أمريكية في العراق مطلع عام 2020، هدده فيها بأن أمريكا ستحاسبه وستحاسب إيران على أي هجمات ضد المصالح الأمريكية في العراق.
وقال إن سليماني لم يرد قط على رسالته، و”لكن بعد سنتين، وتحديداً في 29 كانون الأول/ ديسمبر 2019، كنت جالساً مع الرئيس ترامب بمنزله الفخم في فلوريدا، وهذه المرة كوزير للخارجية، وكان بجانبي وزير الدفاع ورئيس الأركان المشتركة، كنا هناك في عمل خطير: سيدي الرئيس، لدينا توصية لك – الهدف هو الجنرال قاسم سليماني”.
وأضاف: “في غضون أيام قليلة فحسب، سيشعر سليماني والإيرانيون بالأثر الكامل لرفضنا محاباة شرهم، بدلاً من ذلك، سيلقون طعم الهجوم الأمريكي”.
وتابع: “سيدي الرئيس، سليماني مسافر من بيروت إلى دمشق ثم بغداد، يطير على رحلات تجارية، ونعرف طريق رحلته، إنه يتآمر لقتل المزيد من الأمريكيين، ولدينا الأدوات الضرورية لوقف قيادته لهذه الجهود الإجرامية، لقد أسقطوا مسيّرتين أمريكيتين، أطلقوا صواريخ باليستية على المملكة العربية السعودية، والآن قتلوا أمريكياً… كل ذلك بتوجيه من سليماني، حان الوقت لوقف حكمه الإجرامي، هذا هدف عسكري مشروع”.
وأكد بومبيو أن “ترامب تفهّم المخاطر الكبيرة، كما فعلنا جميعاً. ولكن الوقت حان للضغط على الزناد”، مشيراً إلى أنه بعد اطّلاع ترامب على الخطة المقترحة، جرى تحديد 3 كانون الثاني /يناير 2020 موعداً للعملية مع وصول سليماني إلى مطار بغداد الدولي حيث استقبله القيادي في ميليشيا الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس.
وأوضح بومبيو أنه مع انطلاق موكب سليماني والمهندس كانت مسيّرة أمريكية من طراز “أم كيو – 9 ريبر” تتقفى كل حركتهما، ومع مغادرة سيارة سليماني المطار، سقطت عليهما صواريخ “هيل فاير”، وختم قائلاً: “سليماني لن يؤذي أحداً على الإطلاق بعد الآن”.