مشفى تشرين العسكري حقائق عن معقل تمارس فيه جرائم الإبادة والتنكيل

سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى

تحول مستشفى تشرين العسكري في العاصمة دمشق إلى ثكنة عسكرية بعد أن كان قبل اندلاع الثورة السورية عبارة عن مستشفى حكومي عادي يهتم بقطاع الجيش بشكل خاص.

عدد من الدبابات باتت تنتشر في داخله اليوم، كما يتمركز على سطحه قناصة قوات النظام، إضافة إلى وجود مدفع من عيار 23 داخله، بحسب تأكيدات ناشطين سوريين.

ورغم كل التقارير الإعلامية التي عرضت من داخل المستشفى تحت مراقبة عناصر الأمن، إضافة إلى الزيارات المتعددة التي قام بها رأس النظام السوري لبعض الجرحى داخله، إلا أن جانباً مما يحدث في مستشفى تشرين بقي بعيداً عن عيون الكاميرات والصحافة والمنظمات الإنسانية، فبحسب ناشطون فإن الداخل إلى المستشفى من المعتقلين مفقود والخارج منه مولود.

ومستشفى تشرين العسكري يعد أحد المشافي التي يحول إليها المعتقل المصاب بإصابات مزمنة جراء التعذيب داخل الأفرع الأمنية، وذلك قبل تحويله إلى سجن عدرا، إلى جانب المستشفى العسكري 601 الواقع في منطقة المزة”.

وذكر تقرير المكتب أن “المعتقل منذ لحظة دخوله وحتى خروجه من مستشفى تشرين يتعرض لانتهاكات جسيمة، وتعذيب ممنهج، يؤدي إلى الوفاة في معظم الأحيان، فضلا عن الإذلال والإهانة التي يتعرض لها المعتقلون داخل دهاليز هذا المستشفى.

وعمدت قوات النظام والأجهزة الأمنية منذ انطلاق الثورة السورية في العام 2011، إلى تحويل الكثير من المباني الحكومية والمشافي والمدارس والمؤسسات لمراكز اعتقال بحق السوريين الذين خرجوا بوجه النظام مطالبين بالحرية والكرامة بعد أن غصت السجون الرئيسية بأعداد المعتقلين، وكان من بينها مشفى تشرين العسكري في العاصمة السورية دمشق، حيث حولت قوات النظام المشفى لثكنة عسكرية وعززت من تواجدها فيه في بدايات الثورة السورية رغم أنه مشفى يقدم الخدمات الطبية لجيش النظام بشكل خاص، ومع تفاقم أعداد الشهداء من أبناء الشعب السوري ممن قضوا تحت وطأة التعذيب داخل السجون والأفرع الأمنية، بات المشفى يستقبل الحالات المرضية الخطرة من المعتقلين في الأفرع الأمنية، حيث يتم نقلهم لتلقي العلاج بعد تدهور أحوالهم الصحية.

ويتعرض المعتقلون الذين يتم نقلهم للمشفى بهدف تلقي العلاج لأبشع أنواع الانتهاكات من ضرب وإهانات نفسية وإهمال طبي مما قد يصل بالموت في بعض الأحيان.

يذكر أن عدد الذين استشهدوا في سجون النظام منذ انطلاق الثورة السورية بلغ أكثر من 49400 مدني، ممن وثقهم “المرصد السوري” بالأسماء، وهم: 48984 رجلاً وشاباً و349 طفلاً دون سن الثامنة عشر و67 مواطنة منذ انطلاقة الثورة السورية. وذلك من أصل أكثر من 105 آلاف علم “المرصد السوري” أنهم فارقوا الحياة واستشهدوا في المعتقلات، من ضمنهم أكثر من 83% جرى تصفيتهم وقتلهم ومفارقتهم للحياة داخل هذه المعتقلات في الفترة الواقعة ما بين شهر آيار/مايو 2013 وشهر تشرين الأول/أكتوبر من العام 2015، -أي فترة إشراف الإيرانيين على المعتقلات-، وأكدت المصادر كذلك أن ما يزيد عن 30 ألف معتقل منهم قتلوا في سجن صيدنايا سيئ الصيت، فيما كانت النسبة الثانية الغالبة هي في إدارة المخابرات الجوية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.