الفيلق الخامس يخفض رواتب عناصره في دير الزور

دير الزور – مروان مجيد الشيخ عيسى

يعدّ تشكيل الفيلق الخامس في تشرين الثاني / نوفمبر 2016 علامة فارقة في مسار التدخل العسكري الروسي في سورية(1)، فقد أعطت هذه الخطوة دلالة واضحة على أن موسكو لن تكتفي بدعم الفرق العسكرية للنظام السوري والتشكيلات المرتبطة بإيران من الجو، وإنما تفكر بأبعد من ذلك، أي قيادة العمليات البرية، والإشراف عليها بشكل مباشر، دون الحاجة للاعتماد على التشكيلات التي تُديرها إيران.

وأصبح الفيلق الخامس منذ تأسيسه الذراع الروسية العسكرية على الأرض، حيث ارتبط مباشرة بقاعدة حميميم، وبات يتحرك بموجب القرار الروسي، وبشكل منفصل عن وزارة الدفاع التابعة للنظام السوري.

أوقفت روسيا رواتب العسكريين ضمن الفيلق الخامس التابع لها في مناطق سيطرة النظام السوري بدير الزور دون إعلان رسمي، في مؤشر واضح على ضعف الدور الروسي في الشأن العسكري بسوريا، على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا وعواقبه الاقتصادية وكذلك الخسائر العسكرية التي بدأت ترهق موسكو.

وقد خفض الفيلق الرواتب 50دولارا ليصبح الراتب 150للعنصر ،ورغم هذا التخفيض تبقى الرواتب أعلى من رواتب بقية المليشيات ،وينتشر الفيلق الخامس في دير الزور ضمن لاجئين هما اللواء الخامس والسادس، وموقعه شرق الفرات في بلدة حطلة وفي مطار دير الزور العسكري وحي الفيلات وحقلي التيم و الورد وفي المياذين.

وعلمت وكالة BAZ من مصادر متطابقة داخل سوريا، أن عناصر الفيلق الخامس الروسي، الرديف للنظام السوري في سوريا منذ فترة ، لم يتلقّوا رواتبهم الشهرية منذ ثلاثة أشهر على التوالي، أي منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية أواخر شباط الماضي.

ونقلت المصادر عن بعض العسكريين الاحتياطيين في صفوف الفصيل الروسي، أن رواتبهم أوقفت بشكل كامل دون إنذار مسبق أو توضيح من الضباط الروس المسؤولين عنهم، وأنهم يقبضون رواتب ميليشيا النظام الرمزية كتعويض عن الرواتب الحقيقية المتفق عليها عند الانضمام للفيلق.

وتأسس الفيلق الخامس عام 2016، بدعم وقيادة مباشرة من الضباط الروس في قاعدة حميميم في اللاذقية، ويتألف من حوالي 10 آلاف جندي بحسب مواقع روسية،  ويتألف بمعظمه من عناصر التسويات والاحتياط ويتمتع بميزات عالية على مستوى الرواتب والطعام والخدمات الأخرى مقارنة بالخدمات المقدمة في جميع القطع العسكرية في قوات النظام السوري .

ومنذ تشكيله في سوريا، يمنح الفصيل الروسي، 200 دولار أمريكي كراتب شهري لعناصره المنتشرين في مناطق سورية مختلفة، بينما لا تتعدى رواتب عناصر الاحتياط في ميليشيا النظام  40 دولاراً، بما يعادل 260 ألف ليرة سورية.

لكن تلك الميزات انخفضت تباعاً ضمن صفوف “الفيلق” حيث ألغت قيادته وجبات الطعام المقدمة على الطريقة الروسية لعناصره منذ نحو عام، وبات العناصر يعتمدون على الوجبات “السيئة” المقدمة من ميليشيا النظام ، إضافة لتخفيض الرواتب أيضا عن معظم عناصر الفصيل منذ أشهرإلى أكثر من النصف (100 دولار) ومن ثم وقفها.

ويربط محللون وقف الميزات والرواتب عن عناصر الفيلق الخامس الروسي، بالغزو العسكري الروسي للأراضي الأوكرانية وما أعقبه من أزمات اقتصادية عصفت بنظام الكرملين بسبب تدخلاته الخارجية في سوريا وأوكرانيا، وكذلك خسائره العسكرية البالغة جراء تلك التدخلات، إلى جانب ضغوط روسية على العناصر السوريين للقتال في صفوف قواتها بأوكرانيا مقابل الحصول على الأموال وبعض الغنائم التعفيش.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.