سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى
قال أحد المسؤولين العسكريين الإسرائيليين إقرار رفض خطة التدخل للإطاحة بالأسد، والتي عُرضت على قادة الأركان وأطلعت عليها القيادة السياسية، لم يكن ارتجالياً أو سوء تقدير وإنما جاء بعد دراسة وجدل واسع أفضى لوضع استراتيجية تتبعها تل أبيب في التعامل مع الملف السوري تتضمن خطوطاً حمراء تصب في مجملها لحماية الأمن القومي الإسرائيلي من خلال منع سقوط النظام السوري .
ومع ارتفاع موجة التطبيع الإقليمي مع النظام السوري، دعا مسؤول إسرائيلي سابق الحكومة الإسرائيلية لعقد اتفاق سلام والتطبيع مع بشار الأسد في الوقت الراهن، على الرغم من الظروف الكارثية التي تمر بها سوريا.
وكتب جدعون بيجر، أحد أعضاء الوفد الإسرائيلي في مفاوضات السلام السورية الإسرائيلية، مقالاً نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت الإسرائيلية ، أمس الثلاثاء، يشرح فيه إمكانية التطبيع مع النظام السوري والمكاسب التي سيجنيها الطرفان.
ودعا بيجر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإرسال وزير خارجيته إيلي كوهين لعقد اجتماعات سرية مع مسؤولي النظام ومن الشرق الأوسط وأوروبا، وعدم إضاعة الفرصة.
ويقول المسؤول الإسرائيلي إنه من الصعب تجاهل تقاطع المصالح بين إسرائيل والأسد، مقترحاً “السلام مع سوريا الآن”.
وجدعون بيجر عالم جغرافي ومؤرخ، وأستاذ فخري في جامعة تل أبيب، شارك في جولة المفاوضات السرية التي جرت بين فاروق الشرع وزير الخارجية السوري السابق وإيهود باراك رئيس الوزراء الإسرائيلي في ولاية فيرجيينا الغربية والمعروفة بـ “محادثات شبردزتاون 1999”.
ويأتي الحديث في إسرائيل عن التطبيع مع النظام السوري في ظل عودة بنيامين نتنياهو إلى الحكم مجدداً، وهو الذي أسس للمفاوضات مع حافظ الأسد في ولايته الأولى (1996-1999) وأبدى استعداده للجلوس مع بشار الأسد في 2010، ولكن بسبب اندلاع الاحتجاجات في سوريا تغيرت المعادلات.
كما تتزامن مع موجة التطبيع الإقليمي لإعادة تأهيل نظام بشار الأسد، كان آخرها التقارب التركي المتسارع مع النظام السوري.
ويدافع المسؤول الإسرائيلي عن مقترحه بالقول، لم أفقد عقلي ،وأقول لمن يستخف بالفكرة ويسأل لماذا تقترح هذه الأيام عقد سلام مع سوريا؟ بأن الفكرة ليست سخيفة.
ويتابع بيجر قوله، في رأيي، ولست وحيداً، إن الفكرة قابلة للتحقيق وضرورية، ويمكن تجاوز كل العقبات مقابل المكاسب الإسرائيلية من التطبيع.
ويشير إلى الأوضاع “الكارثية” التي تمر بها سوريا، التي لا تزال تعاني من الحرب ومقسمة لمناطق نفوذ موزعة بين النظام، المدعوم من روسيا وإيران، والمعارضة المدعومة من تركيا، وإسرائيل التي تهاجم أراضيها بحرية، إضافة إلى أزمة اللاجئين ودمار المدن والاقتصاد المنهار والعزلة الدولية.
ويعلم جميع الشعب السوري، أنه لولا دعم إسرائيل من تحت الطاولة للنظام السوري، وضغط اللوبي الصهيوني لسقط من أول يوم في الثورة السورية.
ووفقاً لوزير إسرائيلي قال: لو أن الحكومة الإسرائيلية قررت مساعدة الثوار السوريين غير الجهاديين وفعلت قوتها عبر قنوات سرية قبل التدخل الروسي في سوريا، “لكنّا اليوم أمام نظام جديد في دمشق لانعرف التعامل معه كما نحن متفقون مع النظام السوري.