مع تعنت روسيا وافق مجلس الأمن على تقديم المساعدات عبر تركيا

سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى 

وافق مجلس الأمن الدولي بالإجماع يوم الاثنين على تقديم المساعدات الإنسانية إلى نحو أربعة ملايين سوري في شمال غرب البلاد لمدة ستة أشهر أخرى عبر تركيا، متفاديا صراعا معتادا مع روسيا حول القضية.

ويلزم صدور تفويض من المجلس المؤلف من 15 عضوا لأن النظام السوري لم يوافق على العمليات الإنسانية، التي تقدم المساعدات بما يشمل الأغذية والأدوية والمأوى للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة في سوريا منذ 2014.

وعلى الرغم من مشاعر العداء الغربية تجاه روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا قبل نحو 11 شهرا، تجنب مجلس الأمن صراعا معتادا بخصوص الموافقة على تقديم المساعدات إلى سوريا عبر تركيا.

وصوت المجلس ثلاث مرات في تموز الماضي ووافق في النهاية على التمديد بعد يومين من انتهاء التفويض.

وقال دبلوماسيون لرويترز الأسبوع الماضي إن أعضاء المجلس وافقوا بشكل غير رسمي على نص بالموافقة على تمديد تقديم المساعدات لمدة ستة أشهر أخرى.

وصاغت أيرلندا والنرويج النص وتفاوضتا بشأنه قبل انتهاء فترة عضويتهما في المجلس لمدة عامين في 31 كانون الأول.

وكان من المقرر أن ينتهي أجل التفويض الحالي لبرنامج المساعدات التابع للأمم المتحدة يوم الثلاثاء.

ووصف سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا تمديد قرار تقديم المساعدات عبر تركيا بأنه “قرار صعب”، قائلا إن موقف بلاده لم يتغير.

وبحسب مزاعم روسيا التي تدعم النظام السوري ، إن تقديم المساعدات يمثل انتهاكا “للسيادة السورية” .

وقال نيبينزيا “لا يعكس القرار تطلعات الشعب السوري الذي ينشد من مجلس الأمن احترام وحدة الأراضي السورية وسيادتها إلى جانب جهوده الفعالة في المجال الإنساني”، على حد قوله. 

وأكدت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا يوم الاثنين على الحاجة إلى تمديد تقديم المساعدات لمدة عام عندما ينظر مجلس الأمن في الأمر مرة أخرى في تموز المقبل.

وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس-جرينفيلد أمام مجلس الأمن “هذا القرار يمثل الحد الأدنى”، مضيفة أن التمديد لمدة 12 شهرا كان ضروريا للسماح لمجموعات الإغاثة “بالشراء والتوظيف والتخطيط” بصورة فعالة.

وأصدر مجلس الأمن في عام 2014 تفويضا يسمح بنقل المساعدات إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في سوريا عبر العراق والأردن ونقطتين في تركيا، لكن روسيا والصين قلصتاهما بعد ذلك إلى نقطة حدودية واحدة فقط عبر تركيا.

وتقول روسيا إنه ينبغي توصيل مزيد من المساعدات من داخل سوريا لكن معارضي النظام يخشون من وقوع الأغذية والمساعدات الأخرى في أيدي النظام.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش في كانون الأول إن شحنات المساعدات من داخل سوريا “لا تزال غير قادرة على استبدال حجم أو نطاق عملية الأمم المتحدة التي قال إنها شريان حياة للملايين.

وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمم المتحدة، بعد التصويت “الأمم المتحدة تلتزم باتباع كل السبل لتقديم المساعدات والحماية عبر أكثر الطرق أمانا ومباشرة وفعالية”.

وقال نيبينزيا خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي، يوم الاثنين، إن “الوفود الغربية تتحدث اليوم عن جهودها لتقديم المساعدة الإنسانية لسوريا، لكنها تصمت عن موضوع آخر، محرج بالنسبة لها، وهو العقوبات الإجرامية الأحادية الجانب، التي تضرب السوريين البسطاء”، وأضاف أن “هذه العقوبات بالذات هي العامل الأساسي لتدهور الوضع الإنساني في سوريا”، وفق تعبيره. 

وأشار إلى أن “في جوهر الأمر، تعمل الدول الغربية بشكل متعمد على تدهور الوضع، في محاولة لكبح تطبيع الأوضاع في البلاد والإساءة إلى سمعة حكومتها الشرعية”. حسب قوله. 

وقد وافق مجلس الأمن الدولي يوم الاثنين بالإجماع على تمديد آلية نقل المساعدات الإنسانية إلى سوريا عبر معبر “باب الهوى” على الحدود مع تركيا، حتى 10 يوليو المقبل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.