حلب – مروان مجيد الشيخ عيسى
المخدرات هي مجموعة من المواد التي تسبب الإدمان وتسمم الجهاز العصبي، ويطلق لفظ (مخدر) على ما يُذهب العقل ويغيبه، لاحتوائه على مواد كيميائية تؤدي إلى النعاس والنوم أو غياب الوعي.
قد يؤدي استخدام المخدرات إلى ما يسمى (متلازمة التبعية)، وهي مجموعة من الظواهر السلوكية والمعرفية والفسيولوجية التي تتطور بعد الاستخدام المتكرر للمواد، وتتضمن عادة رغبة قوية في الاستمرار بذلك على الرغم من العواقب الضارة، حتى يصل إلى مرحلة الاعتماد عليها وظهور أعراض انسحابية.
ومع انتشارها وتهريبها في سوريا ازداد عدد المتعاطين، فقد خضع 240 مشتبها بتعاطيهم للمخدرات، للتحليل المخبري في مدينة إعزاز بريف حلب، خلال الشهرين الماضيين، حيث أكدت النتائج بأن 220 شخصا ثبت تعاطيهم المواد المخدرة.
وفي تصريح قال مدير الصحة في إعزاز إن “المديرية فعّلت مخبرا لفحص المدمنين على المخدرات، حيث يعتبر هذا المركز هو الأول من نوعه في المنطقة، ويوجد فيه تحليل سريع لمعرفة المتعاطين، ونسبة ونوع التعاطي”.
وأضاف أن “نسبة الأشخاص الذين تم اختبارهم، هي نسبة كبيرة ولا تبشر بالخير، ونحن بحاجة إلى تظافر الجهود للحد من هذه الظاهرة، ونسعى لإحداث مركز علاج للإدمان في المدينة”.
يذكر أن مادة “الإتش بوز” المخدرة انتشرت في مناطق الشمال، خلال العام المنصرم بشكل كبير، حيث يعتبر المصدر الأساسي لهذه المادة هي إيران.
وتعمل إيران على إغراق سوريا بكافة أنواع المخدرات، حيث يتم تسهيل عبورها لمناطق سيطرة المعارضة وبيعها بأسعار متدنية، ما أدى إلى حدوث عدة جرائم على يد متعاطيها، كان آخرها قيام رجل باغتصاب ابنته في عفرين.
تتوفر في مناطق سيطرة النظام السوري كل العوامل اللازمة للاتجار بالمخدرات، فلديه خبراء لتصنيع الكبتاغون، وآلات خاصة وعشرات المعامل، ومرافئ متصلة بممرات الشحن في البحر الأبيض المتوسط، وطرق تهريب برية إلى الأردن ولبنان والعراق، كللتها حماية أمنية من مؤسسات النظام الأمنية والعسكرية.
على مدار العامين الماضيين، روت تحقيقات استقصائية لكبريات وسائل الإعلام الأجنبية والعربية ومراكز رصد وأبحاث مختصة، كيف أضحت صناعة المخدرات في سورية تشتمل على مراحل الإنتاج والتهريب كافة، فمن عملية التصنيع التي تنتج بشكل أساسي حبوب الكبتاغون، إلى مراكز التوضيب حيث تجهز الحبوب وتخبأ للتصدير، وصولاً إلى شبكات التهريب التي تتولى بيعها في الأسواق الخارجية.