دمشق بين الجوع والفقر والبرد والحرمان

دمشق – مروان مجيد الشيخ عيسى

تشهد العاصمة دمشق اليوم استمرار تردي الواقع المعيشي للمواطنين وتراجع ملحوظ ومتواصل في إقبالهم على التسوق والشراء بسبب ارتفاع أسعار معظم المواد الغذائية والتموينية في الأسواق والمحلات، وتستمر أيضاً أزمة المحروقات التي باتت حديث الشارع في جميع المناطق السورية الخاضعة لسيطرة قوات النظام والميليشيات الموالية له.

ورصد ناشطون، ارتفاع الأسعار في أسواق العاصمة دمشق، حيث وصل سعر 4 كيلو الزيت في سوق الجملة لحد 66 ألف ليرة سورية ما يعادل”11 دولار أمريكي”، وطرأ الارتفاع على معظم السلع الغذائية الأساسية، حيث وصل سعر كيلو السكر 4600 ليرة سورية، وكيلو اللبن 4 آلاف ليرة سورية، والحليب 3500 ليرة سورية، وكيلو اللبنة 14 ألف ليرة سورية، وكيلو الجبن 19 ألف ليرة سورية.

كما شهدت أسعار الخضار والفواكه واللحوم ارتفاعاً كبيراً. وفي جولة على الأسعار بالليرة السورية، كانت على النحو التالي، كيلو البندورة 1400 ليرة، كيلو البطاطا 1800 ليرة، كيلو البصل 3000 ليرة، كيلو الملفوف 600 ليرة، كيلو الكوسا 2800 ليرة، كيلو الخيار 2100 ليرة، كيلو الجزر 1300 ليرة.

وفي في المقابل يقدر راتب الموظف في الدوائر الحكومية نحو 150 ألف ليرة سورية، وهو ما لا يكفي العائلة لمدة يومين في أحسن حالاته، ويعاني معظم سكان المناطق الخاضعة لسيطرة قوات النظام من انعدام فرص العمل وتدني أجور العمال حيث لا تكفي أجرة العامل شراء نصف احتياجات أسرته الأساسية اليومية من خبز وخضاء.

وفي ظل هذه الأسعار المرتفعة والتي يقابلها تدني الأجور والرواتب وانعدام مقومات الحياة، يبقى المواطن السوري في المناطق السورية الخاضعة لسيطرة قوات النظام في تحدي صعب مع متطلبات الحياة اليومية، وسط إهمال الجهات المعنية لأحوال المواطنين وعدم تحسين الواقع المعيشي.

لتستمر تداعيات أزمة شح المحروقات في مناطق سيطرة النظام السوري، منذ مطلع كانون الأول الجاري، بمفاقمة معاناة السوريين، إذ أدت الأزمة إلى شلل شبه تام في حركة المواصلات، وتسببت في زيادة ساعات قطع الكهرباء لتصل إلى 22 و23 ساعة يوميا.

وها هي الآن تتسبب في توقف نصف الأفران الخاصة بالعاصمة وريفها عن العمل لانخفاض مخصصاتهم الحكومية من مادة المازوت وندرتها وارتفاع سعرها في السوق السوداء، مما انعكس على أسعار الخبز السياحي والصمون التي سجلت ارتفاعا كبيرا.

فنصف الأفران الخاصة في دمشق توقفت عن العمل، بينما تعمل 30% منها بشكل متقطع بحسب توفر مادة المازوت، وتظل باقي الأفران على رأس عملها عبر شراء المحروقات بأسعار مرتفعة، إن وجدت.

وتلجأ كثير من العائلات في مناطق سيطرة النظام إلى شراء الخبز السياحي، نظرا لانخفاض المخصصات الحكومية من الخبز المدعوم (3 أرغفة للفرد في اليوم) وارتباطها بآلية بيع تستلزم توفر “بطاقة ذكية” ووقوف المواطنين لساعات أحيانا للحصول على مستحقاتهم من الخبز، وهو ما يتعارض مع التزاماتهم في العمل أو الدوام الوظيفي.

ومع تفاقم الأزمات الخدمية وانعكاسها على مختلف القطاعات تصبح مهمة الشريحة الأكبر من السوريين في تحصيل قوت يومهم أكثر مشقة؛ حيث الانخفاض المستمر للقوة الشرائية لرواتبهم -التي بلغ متوسطها ما يعادل 25 دولارا- مع استمرار انهيار الليرة أمام العملات الأجنبية ليزيد سعر صرف الدولار فوق 6 آلاف ليرة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.