حلب – مروان مجيد الشيخ عيسى
حلب هي أعلى المدن السورية من حيث عدد السكان، تقع في شمال سوريا ومركزها مدينة حلب. تقسم حلب بحسب التقسيم الإداري إلى تسع مناطق. تعد حلب أهم مركز صناعي في سورية إضافة إلى أهميتها التجارية والزراعية. وتعد مدينة حلب من أقدم وأشهر مدن العالم وهي معروفة وشهيرة منذ القدم بصناعاتها التقليدية.
ويعيش أهالي حلب الخاضعة لسيطرة قوات النظام حالة انعدام أدنى مقومات الحياة مع فقدان مادة المازوت والغاز والبنزين وتوقف أغلب المعامل والمصانع والشركات الخاصة الصغيرة عن العمل لندرة الكهرباء وتوقف أغلب مولدات الكهرباء عن العمل حيث بلغ سعر برميل المازوت 000 2500 ألف ليرة سورية.
كما أن شوارع حلب باتت خالية من السيارات سواء الخاصة أو العامة والذي أثر سلباً على العمال والموظفين الذين يضطرون إلى الذهاب لأعمالهم سيرا على الأقدام لمسافات طويلة، كما توقفت معظم سيارات الإسعاف عن العمل وانحصرت أعمالها على نقل الحالات الطارئة فقط.
في حين ارتفعت أجور السيارات العامة تكسي إلى أضعاف مضاعفة بسبب فقدان مادة البنزين من الأسواق على بطاقة وين فقد بلغ لتر البنزين في السوق السوداء إلى ما بين 18 و 20 ألف ليرة سورية للتر الواحد، وأقل سعر لأجور سيارات الأجرة العامة تتراوح مابين 8 آلاف إلى 10 آلاف ليرة سورية للمسافات القصيرة و 25 ألف إلى 50 للمسافات الطويلة ضمن مدينة حلب.
كما توقفت معظم دوريات التموين التابعة للنظام عن تسيير دورياتها على خلفية تخفيض مخصصاتهم إلى الربع مما أثر سلبا على المواطنين حيث بات تجار الأزمة بتسعير منتجاتهم على هواهم دون الاكتراث والخوف من المحاسبة.
وفي حديث للمرصد السوري لحقوق الإنسان، أفاد أحد أعضاء لجنة التموين في حلب بأنه تم تخفيض مخصصاتهم إلى الربع خلال الشهر الجاري من قبل النظام على خلفية ندرة الوقود وأشار إلى أنه ومنذ بداية الشهر الجاري لم يقم بأي دورية ضمن أحياء حلب وحتى مراقبة الأفران، والذين بدورهم استغلوا هذه الحالة وبدأت معظم الأفران في التلاعب بالأوزان وبيع الطحين في السوق السوداء بدلاً من تلبية احتياجات المواطنين، بالاضافة إلى قيام بعض أصحاب الأفران ببيع مخصصاتهم من المازوت المدعوم في السوق السوداء كونه يدر عليهم أموالا طائلة.
ونتيجة التدهور في الوضع المعيشي والأمني في حلب وتخوفاً من انتفاضة شعبية ضد الغلاء المعيشي وفقدان أدنى مقومات الحياة ،أرسل النظام بما يسمى المكتب السري من العاصمة السورية دمشق إلى حلب وفور وصولهم إلى حلب شنوا حملة اعتقالات عشوائية بتهمة وذرائع واهية.
وفي تصريحه للمرصد السوري بهذا الخصوص، أشار أحد المواطنين بأنه بما يسمى بالمكتب السري يقومون بمراقبة المواطنين مشيا على الأقدام بحيث ما أن يتكلم أحد المواطنين عن الحديث عن الوضع المعيشي يقوم على الفور المكتب السري باعتقاله بتهمة تمس بهيبة الدولة، ونشر الشائعات لتعكير الصفو العام.
وأوضح المواطن، بأن المكتب السري أقدم خلال الأسبوع الفائت على اعتقال اثنين من أقربائه في أثناء توجههم إلى حي الموكامبو، بتهمة حملهم مبلغ يقدر بمليوني ليرة سورية ويعتبر حمل هذا المبلغ في مناطق النظام ممنوعاً ويحاسب عليها القانون بذريعة تبييض الأموال وإلحاق الضرر بالاقتصاد السوري، وجرى تحويل المواطنين على الفور إلى العاصمة السورية دمشق، في حين لا يزال مصيرهم مجهولاً حتى اللحظة.
كما لوحظ انتشار مكثف لعناصر المخابرات الجوية وأمن الدولة والأمن السياسي بين المواطنين باللباس المدني خوفاً من انتفاضة شعبية ضد النظام والغلاء، حيث يقومون بالحديث مع العامة عن الوضع المعيشي الصعب وما أن يكتلم المواطن عن الوضع المعيشي والأمني في حلب حتى يقومون على الفور باعتقاله.
وحلب اليوم تعيش وضع اقتصادي صعب كما هو حال بقية المدن السورية الخاضعة لسيطرة النظام السوري.