سوق سوداء المحروقات في سوريا يتزعمها ضباط وشبيحة النظام

سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى

تحدثت مؤسسات النظام السوري عن تخفيضات بإمدادات الوقود لحد وصل أكثر من 40 بالمئة، كل ذلك جعل السوق السوداء للمحروقات رائجة بكثرة برعاية متنفذين من عناصر النظام السوري .

فعدم توفر المحروقات في الكازيات وتأخر الرسائل على البطاقات الذكية للمواطنين ساهم بفتح الباب على مصراعيه في ازدهار سوق السوداء لبيع البنزين والمازوت في العاصمة دمشق وريفها، فالمسؤولون عن هذه السوق أشخاص مقربين من ضباط النظام وميليشياته، حيث تعود عائدات مرابح البيع لهم ولا يستطيع أحد إيقافهم أو مخالفتهم.

ففي هذه الأسواق يتم بيع المازوت والبنزين والغاز، فهناك ضباطاً وعناصر أمنية تابعة للنظام يحصلون عليها من الكازيات، حيث يجبرون أصحاب المحطات بالقوة على إفراغ مخصصات تعود للمواطنين من المحروقات في سياراتهم، ولا يستطيع أصحاب الكازية فعل شيء لهم خوفاً من التنكيل بهم.

سعر لتر البنزين في السوق السوداء وصل إلى 15 ألف ليرة سورية أما ليتر المازوت يترواح بين 9 و 13 ألف ليرة سورية، وكل ذلك باستغلال من هؤلاء المتنفذين الذين ساهموا بفقدان المحروقات وشح التوزيع.

ويضطر أصحاب المشاغل لشراء كميات من الوقود من السوق السوداء لتشغيل معاملتهم كي لا تتوقف عن العمل لأنه مصدر رزقهم ، وهناك سوقاً موجودة في عين ترما وهي عبارة عن بسطات كبيرة من المازوت والبنزين يبيع فيها أشخاص معروفون بولائهم للنظام ومن المرتبطين مع مسؤولي الحواجز في المنطقة.

ويلجأ البعض للشراء من السوق السوداء نتيجة عدم وجود المازوت في الكازيات عبر الرسائل وتوقف إمداده بالمازوت الصناعي رغم وجود ترخيص لمنشآتهم.

فأشخاصاً يعملون لصالح ضباط من النظام السوري يبيعون المازوت في بسطات على الأرصفة في عدة بلدات بريف دمشق، ووصل سعر تنكة المازوت 20 ليتراً إلى 250 ألف ليرة سورية والليتر بـ14 ألف ليرة وتنكة البنزين بـ300 ألف والليتر بـ16 ألف ليرة، والجميع يعرف أن مصدر هذه البصاعة من الكميات المخصصة للمواطنين عبر البطاقات، ولكن يستولي عليها المتنفذون من الضباط ومسؤولي الحواجز الأمنية.

واعترفت صحيفة موالية بوجود أسواق لبيع المحروقات بطريقة غير مشروعة، وذكرت في تقرير لها أنه نتيجة النقص بالكميات الموردة إلى ريف دمشق أدى ذلك إلى نشاط في السوق السوداء، ووصل سعر ليتر المازوت فيها إلى 9 آلاف ليرة لليتر الواحد وتجاوزتها في كثير من الأحيان تزامناً مع زيادة البرودة في شهر كانون الأول.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.