اختفاء اللحوم من وجبات طعام السوريين

سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى 

تعتبر اللحوم الحمراء والفروج اليوم بمثابة حلم للمواطن السوري، حيث لم يعد أحد يشتري كيلوغراما من لحم الخروف أو لحم العجل أو أي لحوم أخرى، فقد أصبح الشراء بالغرامات أو الأوقيات فالوضع الذي وصل إليه نسبة كبيرة من السوريين الذين يعيشون في الداخل، وكيف أصبحت بعض المواد الغذائية حسرة على الكثيرين، بسبب ارتفاع الأسعار بشكل كبير، بحيث لم يعد يتناسب مع مستوى الرواتب والمداخيل إطلاقا.

ففي السابق كان أصحاب الدخل المحدود في سوريا يأخذون عظام الذبائح من الجزارين مجانا من أجل وضعها تحت الأكل ليصبح مذاقه طيبا وهذه العظام كانت تعتبر بمثابة اللحم لهم. لكن، نتيجة تدهور الأوضاع المعيشية وارتفاع الأسعار بشكل جنوني، ظهرت عادات أكل جديدة لدى السوريين عموما، إذ بات الجزارون يبيعون هذه العظام بالكيلوغرام، وبأسعار تصل للآلاف الليرات السورية، ذلك لأن نسبة كبيرة من السوريين باتوا يشترون هذه العظام كبديل للحوم.

فاليوم العديد من السوريين يتحسرون على الأوضاع المعيشية التي وصلت إليه البلاد، حيث يضطر السوريون إلى التخلي عن العديد من المواد الغذائية التي كانت ضرورية في الماضي، ولم تعد كذلك مع الارتفاع المستمر في الأسعار مقابل ظهور عادات غذائية جديدة أدت إلى انتشار أصناف لم يتم بيعها من قبل في الأسواق

ما تزال اللحوم بأنواعها خارجة عن قدرة المواطن الشرائية، مع ازدياد الفجوة بين قوة الراتب الشرائية وأسعار اللحوم الرائجة في الأسواق، حيث أكد عدد من المواطنين أنهم تراجعوا عن شراء اللحـوم الحمراء منذ مدة، على حين أوضح أصحاب المحال أن عددا من الزبائن بات يلجأ إلى شراء كميات قليلة تتناسب مع المبلغ الذي يمكن أن يدفعوه.

يُذكر أن آخر تسعيرة رسمية صدرت عن مديرية الأسعار بتاريخ 29 حزيران الماضي، حدد بموجبها سعر كيلو لحم الغنم المسوف بنسبة الدهن 50 بالمئة بـ 26 ألف، ولحم العجل المسوف بـ 19 ألف ليرة سورية، على حين سعّرت النشرة كيلو هبرة غنم عواس نسبة دهن 25 بالمئة بـ 32500 ليرة سورية، وكيلو هبرة لحم عجل بـ 29500 ليرة سورية، أما كيلو هبرة لحم بقر فتم تسعيره بـ 24 ألف ليرة، وذلك وفقا للموقع المحلي.

البسطات التي تعرض هذه العظام تشهد إقبالا من قبل الكثيرين بعد أن أصبح من المستحيل شراء اللحوم بأنواعها نظرا لارتفاع أسعارها، وبالنظر إلى اهتمام السوريين بالحفاظ على الحد الأدنى من المكونات الغذائية التي يوفرها اللحم، فقد لجأ الكثير من السوريين اليوم لاستبداله بالعظام المسلوقة مع الشوربة أو بطهيها مع الرز والبرغل وغيرها من الوجبات التي ما تزال ممكنة.

خلال السنوات الماضية ظهرت عادات أكل جديدة لدى السوريين عموما، إذ بات الجزارون يبيعون العظام بالكيلوغرام، وبأسعار تصل للآلاف الليرات السورية، ذلك لأن نسبة كبيرة من السوريين باتوا يشترون هذه العظام كبديل للحوم.

هذا ويبدو أن سبب ظهور هذه العادات الغذائية الجديدة لدى السوريين، أي استبدال العظام باللحوم، ليس فقط بسبب تراجع الثروة الحيوانية، ولكن أيضا، لأن الرواتب والمداخيل لا تتوافق مع الواقع المعيشي في البلاد، حيث تُصدر الحكومة السورية بشكل دوري قرارات تتعلق برفع الأسعار، ولكن دون رفع سقف الرواتب، بالإضافة إلى حقيقة أن الليرة السورية تفقد قيمتها بين الحين والآخر نتيجة ارتفاع أسعار الصرف الأجنبي.

هذا ويعتبر الارتفاع الأخير في أسعار اللحوم جنونيا، فقبل سنوات، كان يباع كيلو لحم الغنم القائم قبل الذبح بمبلغ 3000 ليرة، أما الآن فقد ارتفعت الأسعار بمعدل يصل إلى عشرة أضعاف، وهو ما جعل معظم العائلات لا تفكر في الأصل، أو تجرؤ على شراء اللحم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.