عمالة الأطفال في سوريا تزداد يوما بعد يوم

سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى 

في سوريا يُجبر آلاف الأطفال على ترك المدرسة والالتحاق بسوق العمل في ظل الظروف الشديدة والصعبة، ويجد الكثيرون أنفسهم مضطرين إلى القيام بعمل شاق وخطير للغاية في قطاعات مثل تكرير النفط البدائي، أو العمل في إصلاح السيارات أو حتى البحث عن النفايات التي تُعاد تكريرها، حيث تتعرض حياتهم للخطر بسبب طبيعة العمل.

في سوريا عمالة الأطفال كانت مشكلة قبل عام 2011، لكن الصراع أدى إلى تفاقم الوضع إلى حدّ كبير، حيث يعمل الأطفال في أكثر من 75 بالمئة من الأُسر في سوريا، ويُقال إن نصفهم تقريبا يوفرون مصدر دخل “مشتركا أو وحيدا”.

الوضع في سوريا يتسم بأشكال خفية من الاستغلال وعمالة الأطفال، فبات من المألوف رؤية الأطفال يعملون في العراء وبمهن قاسية. ومع ذلك، تحولت عمالة الأطفال في سوريا بشكل متزايد نحو العمل في المصانع أو العمل كعمال نظافة، وجامعي قمامة، وعمال بناء، وميكانيكيين أو نجّارين.

تبعا لما تفيد به التقارير الدولية، يتم إرسال الأطفال بعيدا عن عائلاتهم إما داخل سوريا أو إلى دولة مجاورة لكسب المال، وبما أن سوريا والدول المجاورة لها قوانين رمزية لمنع عمالة الأطفال، فإن الأطفال محرومون من أي قوة تفاوضية ويعملون أحيانا 10 ساعات يوميا مقابل دولار إلى دولارين لكل وردية.

عشرات آلاف الأطفال في مختلف المناطق السورية يمتهنون مهنا مصنفة دوليا بالقاسية، مثل نبش القمامة ومسح السيارات على الإشارات وغيرها، وهذه الظاهرة تُعد عموما من أهم المشكلات الاجتماعية التي تواجه المجتمعات وتعود لأسباب عدة أهمها الفقر والحاجة وغياب المعيل والتفكك الأسري في بعض الحالات إضافة إلى التسرب المدرسي، ولا يخفى على أحد الآثار النفسية والجسدية السيئة التي تصيب الطفل العامل جراء هذه الأعمال.

فظاهرة وجود أطفال بالقرب من إشارات المرور أو في الطرقات يندرج تحت باب التسول.

وعلى الرغم من إبرام وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل التابعة للنظام السوري مذكرتي تفاهم مع منظمة العفو الدولية قبل ما يزيد على 3 سنوات بالالتزام للحد من ظاهرة عمل الأطفال في سوريا ومكافحتها، فإنه ما يزال هناك عشرات الآلاف من الذين تقل أعمارهم عن 15 – 18 سنة، في مختلف المناطق السورية يعيشون في ظروف صعبة ويمتهنون مهنا تصفها المنظمة الدولية بالقاسية.

وجود آلاف الأطفال يعملون في مِهن متعددة بدءا من أعمال البناء الصعبة كنقل الرمل أو حمل البلوك، إلى ورشات للخياطة وصيانة السيارات وغسيل السيارات إلى جانب غيرها من المِهن التي تتطلب جهدا عضليا يزيد على طاقاتهم وقدراتهم الجسدية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.