النظام السوري وحركة حماس بين القطيعة والتطبيع

سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى

في الوقت الذي تراجع فيه بعض الدول الإقليمية مواقفها من الملف السوري وفي مقدمتها تركيا، أعلنت حركة حماس، استئناف علاقاتها مع النظام  السوري منهية بذلك فترة قطيعة امتدت لعقد من الزمن، على خلفية موقف الحركة السابق من الأحداث في سوريا، في خطوة جاءت ثمرة لجهود وساطة قادتها إيران وحزب الله، واستجابة لنصائح إقليمية.

من دمشق التي وصلها برفقة وفد يمثل الفصائل الفلسطينية خلال الأيام القليلة الماضية، قال رئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية في الحركة خليل الحية، في تصريح صحفي “نعتقد أنه يوم مجيد ويوم مهم، نستأنف فيه حضورنا إلى سوريا العزيزة، ونستأنف فيه العمل المشترك معها، ولقاءنا مع بشار الأسد، نعتبره تاريخيا وانطلاقة جديدة متجددة للعمل الفلسطيني السوري المشترك

وسائل إعلام النظام السوري، لم تذكر في تغطيتها لزيارة الوفد الفلسطيني حماس بالاسم، مكتفية بالقول إن رئيس النظام السوري، استقبل وفدا ضم قادة وممثلي الفصائل الفلسطينية، وجرى النقاش حول نتائج حوارات المصالحة في الجزائر، وأنه بالرغم من الحرب التي تتعرض لها سوريا، إلا أنها لم تغير من مواقفها الداعمة للمقاومة بأي شكل من الأشكال.

عمر رحمون المتحدث باسم المصالحة التابعة للنظام السوري، يعزو موقف النظام، وتحديدا تجاهل ذكر حماس بالاسم، إلى تبعات مواقف الحركة السابقة، ويقول لن تعود العلاقة بين النظام وحماس لسابق عهدها، رغم الزيارة ورغم الوساطات.

فقد استقبلت دمشق، وفدا فلسطينيا، ولم تستقبل وفدا خاصا بحماس، وبالتالي الزيارة ليست خاصة للحركة. مواقف النظام التي أكدها رحمون، ليست جديدة، فعلى ما يبدو لم ينس النظام السوري ما يعتبره بمثابة الطعنة من الحركة، وكانت العلاقات بينهما قد تدهورت منذ بداية الأحداث السورية، حيث أغلقت الحركة مكاتبها في سوريا في تشرين الثاني عام 2012

النظام السوري اشترط على حماس تقديم اعتذار رسمي عن موقفها من الحرب في سوريا، وكذلك أكد أنه لن يسمح لكبار القياديين فيها بدخول البلاد مرة أخرى، وعلى رأسهم خالد مشعل رئيس المكتب السياسي السابق للحركة، بحسب ما كشفه موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، في أيلول الماضي.

فإعادة العلاقات مع النظام السوري  تقتصرعلى إعادة العلاقات السياسية واللوجستية من أجل تعزيز التحالفات في المنطقة، بحسب ما نقله الموقع عن مصدر بازر في حماس، مبينا بأن طهران وحزب الله لعبتا دورا بارزا في المفاوضات التي استمرت شهور.

فلم يشارك مشعل في الوفد الذي زار دمشق، لأن النظام يصنفه من ضمن جناح حركة الإخوان المسلمين في الحركة وليس من جناح المقاومة وفق ما أكدت صحيفة تابعة للنظام السوري قبل أيام من الزيارة. فعودة حماس إلى دمشق ستكون كفصيل مقاوم فقط، بعيدا عن أي تمثيل لها في العاصمة السورية.

تبدو حماس قد استمعت إلى النصائح من أطراف إقليمية حليفة، وهو ما يمكن تلمسه من تصريحات خليل الحية، عندما قال إن تركيا وقطر شجعتا الحركة على عودة علاقاتها مع سوريا، وذلك بعد تدهورها منذ اندلاع الثورة السورية.

والحركة ذهبت إلى خيار مراجعة موقفها من الثورة السورية، في ظل الواقع الجديد، ونتحدث هنا عن المقاربة التركية الجديدة في العلاقة مع النظام السوري، التي تسعى روسيا إلى جعلها واقعا حقيقيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.