سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى 32
بعد الذروة الهائلة في عام 2015، تناقص عدد الأشخاص الذين يعبرون البحر الأبيض المتوسط في اتجاه إيطاليا ولكن منذ بداية عام 2022، ارتفع عدد الذين يحاولون القيام بالرحلة مرة أخرى وأصبحت الرحلات أكثر فتكا، وفقا للمنظمة الدولية للهجرة.
الأمم المتحدة ومسؤولون ليبيون، يقولون إنهم يشهدون الآن أكبر زيادة في الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا منذ عام 2011، فبينما يتم الترحيب بملايين الأوكرانيين الفارين من الحرب في وطنهم بأذرع مفتوحة في بلدان جميع أنحاء أوروبا. تدفع المهاجرات القادمات من سوريا للمهربين، ويتكدسن في قوارب مكتظة للقيام بالرحلة عبر البحر الأبيض المتوسط والتي قد تنتهي بالموت. لكن كيف تدار تدفقات الهجرة إلى أوروبا، وما هي الاستراتيجيات التي تم تنفيذها وما هي النتائج
فتصوير الإعلام السوري في الفترة الماضية بالعيش الرغيد للمغتربين في أوروبا، هو أحد الأسباب التي ساهمت في ازدياد الطلب على الهجرة من سوريا، خصوصا أن الدعاية كانت، في أوروبا يمكنك تحقيق أحلامك أسرع عشر مرات من سوريا، هنا ترهق نفسك بالعمل 12 ساعة في اليوم مقابل راتب زهيد.
العوامل الأخرى غير الاقتصادية التي يعتقد بأنها وراء السماح للنساء والأطفال في ركوب قوارب الموت، هي من الناحية السياسية، إذ أن ما وراء ذلك، هو رد النظام على المجتمع الغربي والعربي بعصا المهاجرين، حيث يقرأ هذا بأنه رد على عدم إعادتها للحضن العربي والجامعة العربية، وأيضا هو تهديد لأوروبا التي تكافح حاليا ضد الغزو الروسي بأمنها، لأنها أعادت التأكيد مؤخرا على استمرار دعمها للعملية السياسية في سوريا، ورفضها لاستمرار نهج النظام السوري.
وتعد إيطاليا نقطة وصول للمهاجرين الذين يعبرون البحر الأبيض المتوسط، لكن تنظيم تهريب المهاجرين إلى إيطاليا من ليبيا هذه المرة والطرق التي يتبعها المهاجرون
وتكاليف وتنظيم نقلهم من وطنهم إلى إيطاليا عبر ليبيا، كانت غريبة بعض الشيء.
تقول إحدى السوريات التي تبلغ من العمر 35 عاما، وأم لثلاثة أطفال ومنفصلة عن زوجها منذ أربعة أعوام، إن القانون السوري أقر لها 20 ألف ليرة سورية فقط كنفقة لها، وهذه بالكاد تكفي لوجبة فطور واحدة في الوقت الحالي، ما أجبرها على الاستعانة بوسائل التواصل الاجتماعي لتجد ضالتها.
ومن دون سابق إنذار، عندما علمت أن النظام فتح الباب أمام مواطنيها للحصول على جواز السفر، باشرت باستخراج خمسة نسخ لها ولأولادها على الرغم من أن هذه الخطوة كلفتها بيع البيت الوحيد الذي يأويهم، فهي مضطرة بعد أن تفاوضت مع مهرب في ليبيا، على جمع مبلغ 26 ألف دولار أميركي أي ما يعادل محليا 117 مليون ليرة سورية.
هذا جزء بسيط مما يعانيه الشعب السوري في رحلات اللجوء إلى المجهول.