اشتعل المحيط الهادئ وامتلأ بالعتاد العسكري لكبرى الدول خلال ساعات قليلة، تضمنها إعلانات متسارعة عن مناورات عسكرية مشتركة بين الحلفاء، بما أوحى وكأنه بوادر حرب عالمية تلوح بالأفق.
نقلت وكالة “كيودو” اليابانية للأنباء، عن تقرير نشر اليوم الخميس على الموقع الإلكتروني لهيئة الأركان المشتركة لقوات الدفاع الذاتي اليابانية، أن مقاتلات تابعة للدفاع الجوي الياباني ومقاتلات تابعة للجيش الأمريكي أجرت مناورات مشتركة فوق بحر اليابان.
وجاء في التقرير: “من اليابان، شاركت أربعة مقاتلات من طراز F-15 في المناورات، ومن الولايات المتحدة، شاركت أربعة مقاتلات من طراز F-16.. كان الغرض من التدريبات هو تأكيد القدرة على الرد الفوري على التهديدات، فضلا عن تعزيز التحالف بين اليابان والولايات المتحدة”.
وبحسب الوكالة، أرسلت اليابان والولايات المتحدة من خلال مناوراتها الأخيرة “إشارة ردع” إلى كوريا الشمالية، عقب إطلاق الأخيرة صواريخ باليستية باتجاه بحر اليابان.
إضافة إلى أن الوكالة لم تستبعد أن يكون هذا التحليق (المناورات الأمريكية اليابانية) ردا على المناورات التي تقوم بها المقاتلات الصينية والروسية في بعض مناطق بحر اليابان وبحر الصين الشرقي.
وفي تطور لافت في مستوى التنسيق العسكري والسياسي بين الروس والصينين، أجرت طائرات روسية وصينية تدريبات مشتركة لتسيير دوريات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ ، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الروسية.
وقالت الوزارة في بيان، إن التدريبات المشتركة استمرت 13 ساعة فوق بحر اليابان وبحر الصين الشرقي، وشاركت فيها قاذفات استراتيجية روسية من طراز توبوليف تو-95 وطائرات صينية من طراز شيان-إتش 6.
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت أن قاذفات صواريخ إستراتيجية روسية من طراز “تو إم إس 95″، وقاذفات إستراتيجية صينية؛ حلّقت لنحو 13 ساعة فوق بحر اليابان وبحر شرق الصين في إطار دوريات مشتركة.
كما أشارت وزارة الدفاع الروسية إلى أن طائرات يابانية وكورية جنوبية رافقت الطائرات الروسية والصينية في بعض مراحل التحليق.
ويرى خبراء عسكريون أن هذه المناورات التي تمت فيما كان الرئيس الأميركي يعقد قمة مع قادة تحالف كواد، والتي تفسر صينيا كحشد للحلفاء لتطويق الصين ومزاحمتها في مناطق نفوذها التقليدية في جنوب وشرق آسبا وفي عموم منطقة المحيط الهندي والمحيط الهادئ ، هي تأتي كرد مشترك من موسكو وبكين على التحركات الأمريكية في هذا الجزء من العالم.
وقال الجيش الصيني في بيان الأربعاء، إنه أجرى مؤخراً تدريباً عسكرياً حول تايوان “كتحذير جاد” في مواجهة التنسيق الأميركي التايواني.
وذكر البيان أن الجيش الصيني قام مؤخراً بتدريبات بحرية وجوية بالقرب من جزيرة تايوان؛ رداً على ما وصفه بتواطؤ الولايات المتحدة وتايوان في تدعيم نزعة الاستقلال لدى تايبيه.
وقبل يومين، أكد بايدن -خلال مباحثات في طوكيو- أن الإدارة الأميركية سترد عسكريا إذا هاجمت الصين تايوان، في أول تلويح أميركي باستخدام القوة ضد بكين.
وتعد تصريحات بايدن -التي أدلى بها الاثنين الفائت الأقوى حتى الآن بشأن قضية تايوان، وتأتي وسط توترات متزايدة حول نفوذ الصين الاقتصادي والعسكري المتنامي.
وسارعت تايوان إلى الإعراب عن ترحيبها بتصريحات بايدن، وتجديد ما سمته الالتزام الأميركي الراسخ تجاهها، لكن وكالة رويترز نقلت في وقت لاحق عن مسؤول في البيت الأبيض أنه لا تغيير في سياسة واشنطن تجاه تايوان، مؤكداً حرص بايدن على تزويد تايوان بالوسائل العسكرية للدفاع عن نفسها، فيما بدا وكأنه تراجع عن تصريحات الرئيس الأمريكي.
وعلى خلفية طموحات الصين السياسية المتنامية في المنطقة، أصدر القادة الأربعة لـ”كواد” بيانا مشتركا بعد قمتهم في طوكيو يعارضون فيه بشدة أي “إجراءات قسرية أو استفزازية أو أحادية الجانب تسعى إلى تغيير الوضع الراهن وزيادة التوترات في المنطقة”.
وكان بايدن أجرى جولة آسيوية اجتمع خلالها مع قادة تحالف “كواد” في إطار التنسيق مع دول التحالف للرد على تنامي الخطط الصينية الرامية للتوسع بالمنطقة.