حقيقة رحيل القوات الروسية عن الأراضي السورية

ونقل عن مصادر عسكرية أن روسيا بدأت بنقل قواعد في منطقة الصراع السوري حيث كانت تنتشر قواتها إلى قوات الحرس الثوري وحزب الله اللبناني

وتقليص الوجود الروسي له أهمية كبيرة لأن موسكو منعت مرارا وتكرارا تعزيز المواقع الإيرانية وشكلت مجموعات مسلحة بعيدا عن نفوذ الحرس الثوري الإيراني كما منعت الجنرالات الموالين لإيران من السيطرة على قوات النظام السوري بأكمله لكن موسكو بحسب المواقع الإسرائيلية فقدت الاهتمام بالسيطرة على الوضع في سوريا وأن التعيينات الأخيرة في دمشق تؤكد ذلك

فحقيقة أن سحبا جزئيا للقوات الروسية من سوريا يمكن افتراضه نظريا على قاعدة أن روسيا تمكنت من إنجاز المهمة الأساسية لها والمتمثلة بالقضاء على تنظيم الدولة “د ا ع ش” وتمكن قوات النظام السوري من السيطرة على أغلب المناطق في البلاد إلى جانب التقدم على خط المصالحة

ويرى أن السحب الجزئي للقوات يمكن فقط أن يتحقق نتيجة لتفاهم بهذا الخصوص بين القيادتين السياسية والعسكرية في كلا البلدين

وأكدوا في الوقت نفسه أنه في كل الحالات لم تعد هناك حاجة للحفاظ على تشكيلات عسكرية روسية بأعداد كبيرة في سوريا وخصوصا القوات البرية حيث أصبح من الممكن الآن الاكتفاء بالقوات الإستراتيجية والقيام بأية عمليات ملحة من حوض البحر الأبيض المتوسط ويوضح العسكريون الروس أن التقارير التي تحدثت عن سحب موسكو القوات من سوريا وانتقالها إلى جبهة القتال في أوكرانيا مترافقة مع الترويج لسعي إيران استغلال الفراغ الذي تركته روسيا لتعميق وجودها في سوريا وأنها ليست سوى حلقة جديدة في مسلسل الدعاية الغربية التي تحاول تضخيم أي قرار بانسحاب جزئي مفترض للقوات الروسية لصالح الحرب النفسية التي تشنها بهدف الإيحاء بأن القوات الروسية في أوكرانيا تعاني من نقص في العدد أو ضعف في الكفاءة

وبرأيهم فإنه حتى لو كانت هناك دلائل على تحريك القوات الروسية وإرسال بعضها إلى أوكرانيا فإن هذا لا يدل على تغيير إستراتيجي في الانتشار الروسي بسوريا وهو بالتأكيد ليس بداية لانسحابها من هناك بدوره يستبعد الخبير في الشؤون العربية أندريه أونتيكوف حدوث قرار روسي في الظروف الحالية لجهة سحب قواتها العسكرية، بالحد الأدنى القوات المنتشرة جنوب سوريا نظرا لطبيعة المنطقة التي قد تصبح قابلة للاشتعال في حال وصول القوات الإيرانية وحزب الله إلى مشارف هضبة الجولان وانتشارها على خطوط التماس المقابلة لإسرائيل

موسكو تدرك حساسية الجيوسياسية لمناطق الجنوب السوري وأنه سيكون من الغريب أن تتخذ قرارا غير مدروس وخطر من هذا النوع رغم تحرير مناطق يعيش فيها ما يقرب من ٨٥% من سكان البلاد وإبرام الكثير من اتفاقات وقف إطلاق النار والاستقرار الملموس والنسبي الذي تشهده الساحة السورية في الوقت الحالي.

إعداد: مروان مجيد الشيخ عيسى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.