إعدام إيلي كوهين صديق حافظ الأسد

مرت أمس ذكرى إعدام الجاسوس الإسرائيلى الشهير إيلى كوهين فى سوريا يوم 18 أيار  من عام ١٩٦٥ بعدما تم كشفه التحقيق معه وقد تناولت كتب كثيرة قصة حياة إيلى كوهين وعمليته التجسسية ومن ذلك كتاب عندما يغيب القمر عن برلين لرولا عبيد.
يقول الكتاب: كان إلياهو أو إيلى كوهين قد ولد فى الحى اليهودى فى الإسكندرية فى  ١٩٢٤ بعد أن هاجر أبوه شاؤول وأمه صوفي كوهين من حلب إلى مصر وكان والده يملك فى الإسكندرية محلا لبيع رباطات العنق وكان أبا لثمانية أطفال أنشأهم تنشئة دينية تلمودية.
درس إيلى فى مدرسة الليسيه وكان يتحدث اللغة العبرية والفرنسية والعربية وأظهر اهتماما بالديانة اليهودية فى سن مبكرة فألحق بمدرسة الميمونيين بالقاهرة ثم عاد إلى الدراسات التلمودية في الإسكندرية تحت رعاية الحاخام موشة فينتورا حاخام الإسكندرية
لفت إيلى نظر الجمعيات اليهودية وكانت كثيرة فى ذلك الوقت قبل الثورة فى مصر وعن طريق الجمعيات الدينية اقترب إيلى من مجالات النشاط الصهيونى السياسي فى مصر لكن لم يظهر له نشاط مؤثر وفي سنة ١٩٥٦فى أعقاب حرب السويس مباشرة كان على إيلى كوهين أن يغادر مصر نهائيا وختم جواز سفره بتأشيرة بلا عودة.
وسافر إيلى كوهين بالباخرة من الإسكندرية إلى نابولي ومنها استقل باخرة ثانية إلى ميناء حيفا وهناك التقطته المخابرات الإسرائيلية وجندته فى البداية فى إطار الأمن الداخلى ضد التجسس العربي وفي بداية سنة ١٩٦٠ رشحه أحد كبار المسئولين فى الموساد للعمل فى الخارج وفي تلك الفترة كان إيلي كوهين يريد العودة إلى مصر والعمل فيها لحساب الموساد على أساس أنه من مواليدها وهو أخبر بها من غيره بين زملائه فى الموساد ولكن مدير الموساد فى ذلك الوقت كان له رأى آخر فقد اقترح إرسال إيلى كوهين إلى سوريا بعد تأهيله لكي يذهب إليها مليونيرا من أصل عربي عائدا إلى وطنه بعد أن كون ثروة طائلة فى الأرجنتين.
تم تجهيزه وتدريبه على كيفية استخدام أجهزة الإرسال والاستقبالاللاسلكي والكتابة بالحبر السري كما راح يدرس فى الوقت نفسه كل أخبار سوريا ويحفظ أسماء رجالها السياسيين والبارزين فى عالم الاقتصاد والتجارة مع دراسة القرآن وتعاليم الدين الإسلامي.
وقبل أن يصل إلى دمشق كان يعرف كل شبر من حي أبو رمانة عن طريق المواقع الافتراضية وكان قد حدد مكان إقامته قبل أن يصل فوجوده فى أبو رمانة حيث تتواجد أغلب السفارات سيمكنه من بث رسائله دون لفت الأنظار كانت شقته تطل على وزارة الدفاع والمكتب الثاني بشكل خاص حيث تجتمع القيادات فما أن يرى إضاءة الطابق ليلا مضاءة حتى يتنبه إلى وجود حالة طارئة من الجيش مثل الإعداد لعملية عسكرية ضد أهداف في إسرائيل أو انقلاب عسكرى داخل البلاد وأصبح الجاسوس الإسرائيلي  ضيفا مدللا على الدوام لدى أعلى مستويات القيادة السياسية والعسكرية فى سوريا وبدأت رسائله إلى قيادة الموساد وكان إيلي يدعي إلى كل حفلات النخبة الحاكمة في دمشق ونواديها ويشترك في كثير من المناقشات السياسية والاقتصادية وظل كذلك حتى سقوطه والحكم عليه بالإعدام في ساحة المرجة فى وسط دمشق في ١٨ أيار  ١٩٦٥ ومن المفارقات أن من أكثر الضباط الذين كانوا يترددون عليه حافظ الأسد وقد ذكر في إحدي رسائله أن حافظ أسد كثيرا ما استدان منه أموالا ولم يرجعها له بل ذكر أيضا أنه كلما عزم عزومة يبقى معه ينتظر ذهاب الضيوف لكي يأخذ مابقي من طعام العزومة ومشروباتها كونه من الضباط الذين يحبون شرب الخمور فهل يا ترى كان لكوهين دور في دعم حافظ أسد ليكون مستقبلا حاكما لسوريا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.