من أعظم سمات المؤمن الكرم بل جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم الكرم مرادفًا للمؤمن فقد روى مسلم عن أَبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لَا تُسَمُّوا الْعِنَبَ الْكَرْمَ، فَإِنَّ الْكَرْمَ الرَّجُلُ الْمُسْلِمُ». وأحد أبرز مظاهر كرم المسلم عندما يزوره زائر في بيته فهذا أدعى للتقارب والتحابب بين البشر ويرفع الحرج عن الضيف حيث يشعره بعدم ثقله لهذا كانت سنة إكرام الضيف من أبرز السنن التي دأب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ممارستها.
ولقد برز في مجتمعاتنا رجالات عبر الزمان عطروا بشمائلهم تاريخ الجزيرة ومن هؤلاء الرجال السيد سعود العزاوي أبو عزاوي هو رجل ينتسب لعائلة كريمة ونسب شريف ينتهي إلى الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأبو عزاوي تجاوزت سنين عمره الستين سنة ولد في قرية الفدغمي وعاش فيها تعلم من والده رحمه الله العفة وحب الضيف وإكرامه كان يقوم بإعداد قهوة الضيوف بيده وبعد أن فتح بيتا مستقلا بعد وفاة والده ظل على عادة أهله فاتحا بيته ومضيفه وبعد انقطاع نهر الخابور تأثرت المنطقة وساء حال الناس المادي رحل إلى مكة المكرمة وعمل هناك في تعهدات البناء ولم ينس ماتربى عليه وفي مكة المكرمة التي هي أساسا ديار أجداده فتح مضيفا واسعا بالقرب من مسجد أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها يستقبل فيه الجميع وخصوصا ضيوف الرحمن من جميع البلاد المسلمة رجالا ونساء فعنده مضيف للرجال وآخر خاص بالنساء فتجده وأبناءه يتسابقون على خدمة الناس يستقبلونهم بابتسامة ورحابة صدر يبقون في مضيفه طيلة موسم الحج وحتى في شهر رمضان المبارك وكثيرا ما بقي في مضافته أناس جاءوا للعمرة في شهر رمضان المبارك ويكملون البقاء حتى يأتي موسم الحج وكرم هذا الرجل يشمل حُسن الاستقبال والبشاشة وتقديم الطعام والشراب ويجلسون ضيوف الرحمن في مكان طيب ويشمل أيضا غسل الملابس والسهر على راحتهم وفي نهاية كل زيارة يقدم بعض الهدايا لمن أراد العودة إلى دياره وقد زار مضيفه شريف مكة لأكثر من مرة لما سمع عنه من طيب سيرة وتقوى ومكارم أخلاق وقدم له قطعة أرض هدية قائلا هذه هدية لابن عمنا الذي سبقنا بكرمه وجوده وورعه وتقواه. فكان ولايزال أبو عزاوي خير سفير لبلده وأهله وعشيرته في أطهر بقاع الأرض.