ولد العماد أول مصطفى طلاس في مدينة الرستن بريف حمص وتلقى في مدارسها تعليمه الابتدائي والإعدادي
ثم انتقل إلى مدينة حمص ودرس فيها المرحلة الثانوية وانتسب في سن الخامسة عشرة إلى حزب البعث في بداياته عام ١٩٤٧ وذلك قبل أن يلتحق بالكلية العسكرية فيها سنة ١٩٥٢ حيث التقى خلال وجوده في الكلية بحافظ الأسد وبدأ معه صداقة استمرت طوال حياتهما
وكان من المشاركين في انقلاب ١٩٦٦ الذي أطاح بالرئيس محمد أمين الحافظ واختير حينها رئيسا للمنطقة الوسطى.
وعندما سيطر حافظ الأسد على السلطة في بداية السبعينيات وأقصى خصومه باسلوب غادر كعادته عين مصطفى طلاس وزيرا للدفاع عام ١٩٧٢ وهو المنصب الذي شغله أكثر من ثلاثة عقود ولم يتركه إلا عام ٢٠٠٤ أي بعد أربع سنوات من وصول بشار الأسد للرئاسة بعد أن كان له دور كبير في مهزلة ترفيعات بشار الأسد من رائد وبسرعة البرق تحول إلى فريق رغم أنه لايعرف فك البارودة.
ويؤكد الخبراء أن طلاس كان دوره شكليا وحددت له مهمته في العلاقات العامة حيث تكلف حافظ الأسد وضباطه من طائفته العلوية بالتخطيط العسكري
وقام طلاس بدور محدود في وضع الإستراتيجية العسكرية للجيش السوري التي كان يحددها حافظ الأسد والضباط العلويون في الجيش لدرجة أن صف ضابط بسيط علوي كلامه يعلو فوق أوامر وزير الدفاع الهزيل مصطفى طلاس.
غير أن معارضيه كانوا يصفونه بالرجل الثاني في سوريا وأنه متهم رئيسي في مجزرة حماة ١٩٨٢ التي نفذتها قوات حافظ الأسد بقيادة شقيقه رفعت وأوامر مباشرة من مصطفى طلاس.
وفي مقابلة نادرة مع الصحيفة الألمانية دير شبيغل عام ٢٠٠٥ برر طلاس الهجوم العسكري الدموي الذي تعرضت له حماة عام ١٩٨٢ بقوله استخدمنا السلاح للوصول إلى السلطة وأي أحد يريد السلطة فعليه أن يأخذها منا بالسلاح مشيرا إلى تنفيذ ١٥٠ حكما بالإعدام أسبوعيا في دمشق وحدها في ذلك الحين.
ومنذ اندلاع الثورة السورية في آذار ٢٠١١ لوحظ أن مصطفى طلاس لم يوضح موقفه بشأنها ولم ينتقد مجازر النظام كما سكت عن مجازر حافظ أسد قبلها وكان من المشاركين واختار السفر إلى فرنسا للاستقرار مع أسرته
ومن أشهر أبنائه مناف القائد السابق للواء ١٠٤ بالحرس الجمهوري الذي انشق عن النظام السوري في تموز ٢٠١٢ وهرب إلى تركيا ومن هناك إلى فرنسا.
واختلفت التقديرات بشأن الأسباب الحقيقية لانشقاق مناف فقالت بعض المصادر إنه انشق بسبب الحملة الدامية على مسقط رأسه بلدة الرستن بينما اعتبرت مصادر أخرى أن الطلاق بينه وبين النظام حصل خلال العملية العسكرية على حي بابا عمرو في مدينة حمص خلال شهري شباط وآذار ٢٠١٢ عندما رفض قيادة الوحدة التي هاجمت الحي ثم سيطرت عليه.
توفي مصطفى طلاس الثلاثاء ٢٧حزيران ٢٠١٧ في مستشفى قرب باريس عن عمر ٨٥ عاما بحسب ما أعلنه نجله فراس وملخص حياته أنه كان دمية بيد حافظ أسد والضباط العلوية طيلة فترة استلامه لوزارة الدفاع رغم أن صدره كله نياشين ولم يشارك بمعركة واحدة بحياته.