تراجعت تربية المواشي في الرقة وباتت تشكل عبئاً على المربين، نتيجة تردي الأوضاع الاقتصادية وغلاء الأعلاف وتقلص مساحات المراعي نتيجة الحرب ، الأمر الذي أجبر مربي الأغنام على بيع قسم منها من أجل إطعام القسم الآخر، وفقد معظم مربين أصولهم المنتجة نتيجة النزوح المتكرر.
وتحتل الثروة الحيوانية مكانة كبيرة لدى شريحة واسعة من سكان مدينة الرقة وريفها، الذي تضم مناطق ريفية وزراعية واسعة، وهي أصل من الأصول التي تحقق لشرائح مجتمعية أمنها الغذائي، إن كان ببيع الحليب أو اللحوم.
وتعتبر تربية المواشي مهنة سائدة في المجتمعات الريفية في الرقة، كون المنطقة ذات طبيعة زراعية، وتساهم في تحقيق الأمن الغذائي لهذه المجتمعات، حيث يستفاد منها في منتجات اللحوم والحليب ومشتقاته، وتشكل مصدر دخل لكثير من الأسر.
المربين الذين وقعوا بين مطرقة ارتفاع أسعار الاعلاف، وأكلاف أعمال تربية المواشي الأخرى، أن حالة الجفاف التي حدثت في الآونة الاخيرة، وغلاء الأعلاف المستوردة وقلة الأعلاف المحلية في المنطقة، أدت إلى تراجع تربية المواشي، فضلاً عن غلاء الأدوية البيطرية وعدم شمولية اللقاحات من قبل المنظمات لكافة مناطق.
المربين تراودهم فكرة بيع كل الأغنام تجنباً لخسائر إضافية لكون اسعار العلف ارتفعت كثيراً الآن، ماتسبب في انخفاض سعر الأغنام بشكل كبير بسبب قلة الطلب عليها وعدم قدرة المربي على إطعام اغنامه، وقلة الامطار في الشتاء الماضي، أرخى بظلاله على جفافٍ في بعض المراعي
استمراريتهم تتطلب تقديم دعم ضخم من القائمين على الثروة الحيوانية وتوفير الأعلاف بسعر مقبول لأن هذا المجال يعد أساس في الاقتصاد المحلي للمنطقة وفي حال انهيار تربية المواشي في المنطقة يمكن أن تتشكل كارثة على جميع طبقات المجتمع حيث يتوقف سوق الماشية الذي يوفر ١٠٠٠ فرصة عمل ويتراجع سوق اللبان والاحبان الذي يوفر ١٥٠ فرصة عمل تقريباً، فضلاً عن ارتفاع الأسعار إلى أسعار.
وتتزايد استغاثات المربين للتعجيل في إنقاذ القطاع قبل وقوعه في الركود مع ظهور مؤشرات خطيرة على تراجع إيرادات العاملين فيه بسبب تكاليف الإنتاج ونقص السيولة نتيجة استفحال أزمة الليرة، وهو ما يعسّر مهمة اجتيازهم صدمة الوباء.
وكام دور المنظمات مقتصراً على بعض المحسوبيات والمقربين من كوادر المنظمات حيث دعمت العديد من مربي المواشي ولقحت الكثير من الأغنام لاكن فقط للذين يدفعون الرشوة.
إعداد: محمد فلاحة