مجلس الشعب السوري بين الفساد والتشبيح 

من المتعارف عليه أن مجالس الشعوب والبرلمانات ومجالس الأمة والكونغرس وغيرها من التسميات في كافة الدول التي تحترم نفسها، تعتبر السلطة التشريعية العليا المنتخبة من الشعب وهي مسؤولة أمام الشعب الذي انتخبها في سن القوانين والإشراف على أعمال السلطات التنفيذية ومراقبة عمل الحكومة ووضع ميزانية الدولة وإبرام المعاهدات الدولية والمصادقة عليها، والتحقيق في تقصير وتجاوزات السلطات التنفيذية في تنفيذ مسؤولياتها والنظر في المشاكل المجتمعية وأفضل الطرق والأساليب للتعامل معها وإيجاد الحلول الناجعة لها إلى غيرها من المهام المنوط بالمجلس الإشراف عليها ومراقبة سير عملها. 

فالسؤال الذي يجب أن يسأل هنا إذا  أين وجود وعمل مايسمى بمجلس الشعب السوري من كل ماتم الإشارة إليه سابقا وهل تسمية مجلس الشعب تنطبق على شلة المرتزقة والمصفقين التي تجتمع تحت قبة البرلمان في دمشق كلما أراد لهم مرياعهم أن يجتمعوا للتصفيق له ولمنجزات الإجرام التي ارتكبها ولايزال يرتكبها مع قواته ومرتزقته بحق السوريين وهل أصلا هذا المجلس المقرونة كلمة الشعب معه قد تم انتخابهم فعلا من الشعب أم أن غالبيتهم العظمى ليسوا بأكثر من موالين وانبطاحيين وماسحي أحذية وهم مرضي عنهم من الفروع الأمنية ومن مزرعة آل الأسد فصدرت تعييناتهم  نوابا للشعب مكافأة لهم من غرف ومكاتب أجهزة مخابرات النظام القمعية المتعددة للأسف أن مايطلق عليه زوراً وبهتاناً مجلساً للشعب في سوريا هو مصطلح يخالف قوانين الأرض والسماء فهناك ظلما لكلمة مجلس وظلما أكبر للشعب السوري العظيم إذ أن هذا المجلس ومنذ تاسيسه عام 1971  من المفترض أن يكون على رأس أولوياته مسك زمام السلطة التشريعية في البلاد والسعي الحثيث و الدائم من خلال التشريعات التي يصدرها لتحقيق مطالب الشعب والدفاع عنه وحمايته وتحسين ظروف معيشته وأحواله ولكن وللأسف فإن مجلس المصفقين السوري هذا تحول إلى أداة طيعة طائعة بيد النظام المجرم يحركها كيفما يشاء ويضرب بها ويغضب بها من يشاء ويعفو ويصفح عمن يشاء ناهيك عن تحوله إلى مقص مثلوم يعدل الدساتير ويفصل القوانين والدساتير لتناسب فرعون العصر ومقاسه وقتما يريد هذا الفرعون أو يشاء، إذا فلذلك أجد أنه من الأجدر  تغيير تسمية هذا المجلس إلى خان التشبيح والتشليح  أو خان التصفيق والتلفيق نظرا لما يتمتع به أفراده وممثلوه ومنذ  ٥٠ عاما من خدمتهم في مزرعة آل الأسد وعصابتهم من ميزات فريدة خاصة لاتتوفر في غيرهم من مجالس العالم وبرلماناته 

اللافت مؤخرا وقبل عدة أيام مجلس المصفقين والشعارات هذا وبعد أن سكت دهرا ولازال يصفق ويطبل للجلاد ولم ينطق أحد منهم بما يجري في سوريا 

من جرائم وقتل وتشبيح لكنه دائما ماينكزه سيده ليذكره بما يفعل كما فعل عندما أصدر بيانا يقول فيه أن لواء اسكندرون في تركيا هو جزء لايتجزأ من التراب السوري وأن السوريين سيبذلون الغالي والنفيس ليعود الحق السليب لأصحابه وتحقيق النصر بهمة “الجيش العربي السوري” كما قال البيان ولكن وعلى مايبدو أن هذا المجلس الأبله قد نسي أو تناسى التأكيد على كثير من القضايا والأمور التي هي أكثر الحاحا من لواء اسكندرون أو غيرها من القضايا التي أصبح يقلب عنها النظام المفلس في صفحات دفاتره القديمة التي أكل الزمان عليها وشرب ولعل من أهم هذه القضايا التي نسيها وتناساها مجلس المصفقين  ووضعها في آخر لائحة همه واهتماماته هي القضايا التالية: 

١_ نسي هذا المجلس التأكيد على وجوب استعادة الجولان المحتل من المغتصب الإسرائيلي، الجولان هذا الذي لايبعد إلا عشرات الكيلومترات القليلة عن حدود قبة إجتماعات ممثليه  الموقرين 

٢_ نسي هذا المجلس التأكيد على مايسمى بالجيش العربي السوري المجرم وجوب تصديه لمئات الغارات الإسرائيلية التي تستهدف الأراضي السورية منذ سنوات واعتبارا من شرق البلاد إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها بل وأصبحت السماء والجغرافيا السورية بوجود هذا القائد القاتل والجيش الجبان مرتعا وملعبا للطائرات والصواريخ الإسرائيلية و الروسية والعراقية وغيرها 

٣_ نسي وتناسى هذا المجلس وطيلة أكثر من ١١ سنة سود حمر عجاف و التأكيد على ضرورة إيقاف قتل السوريين وتدمير البلاد الحاصل على يد رئيس النظام وجيشه التعفيشي السوري الجبان

٤_ نسي هذا المجلس التأكيد على ضرورة إخراج المحتل الروسي وحزب الله وعشرات الميليشيات الطائفية الإرهابية العابرة للحدود التي استقدمها نظامهم المجرم لسفك دماء السوريين والتمثيل بهم وتشريدهم وتهجيرهم خارج مناطقهم وأوطانهم 

٥_ لقد نسي هذا المجلس وجوب التأكيد على أن قاعدة طرطوس و حميميم ومناطق ومنشآت عديدة أخرى منحها الأسد للمحتل الروسي  مجانا ولعقود طويلة من الزمن هي أراض ومقدرات وأملاك للشعب السوري ولايحق له  كرئيس مجرم قاتل غير شرعي التصرف أوالتلاعب بها كيفما يشاء وعلى هواه 

٦_نسي هذا المجلس وجوب التأكيد على المحتل الروسي أقلها بضرورة إحترام رئيسهم الأسد ووزير دفاعه عندما استدعاهم بوتين للقائه ودون أن يعلم رئيس النظام حتى بقدوم الأخير إلى قاعدة حميميم بل وقيام  بوتين بمصافحة قائد القاعدة قبل مصافحته و أيضا قيام أحد الضباط الروس أمام الكاميرات بجر أسدهم فيها من يده ليمنعه من اللحاق ببوتين أثناء بدء الإستعراض العسكري لجنوده

٧_أين كان مجلس التصفيق هذا في بياناته واستنكاراته عندما وصف ترامب رئيسهم  بالحيوان وبعد أن وصفته سابقا أيضا وسائل إعلام الروسية بذيل الكلب

فماذا ينتظر الشعب من مجلس يتم تعيينهم في الفروع الأمنية ولو تابعت مايبث من جلسات مجلس الشعب لرأيت أغلبهم نيام بسبب سهراتهم الحمراء أما ممثلي الشعب من الحسكة فحدث ولاحرج.

إعداد: مروان مجيد الشيخ عيسى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.