قضية اللاجئين السوريين بين مطرقة الأسد وسندان أردوغان 

لقد شغلت قضية اللاجئين السوريين مساحة واسعة جدًا من الاهتمام الدولي والعربي والشعبي حيث زادت أعداد اللاجئين إلى ما يقارب من ٣.٥ مليون لاجئ

وبعد مرور ما يقارب ١١ سنة على الثورة السورية  لا تزال البلدان المضيفة تحتاج إلى تمويل مضمون لتمكينها من الاستمرار في دعم ملايين اللاجئين السوريين وتوسيع نطاق الفرص لكل من اللاجئين والمجتمعات المضيفة ويوفر الميثاق العالمي بشأن اللاجئين والذي أقرته الأمم المتحدة في ٢٠١٨ للحكومات والقطاع الخاص مخطط عمل لنهج يشمل المجتمع برمته للتعامل مع أزمات اللاجئين من خلال استجابة أكثر استقرارًا وتقاسم عادل للمسؤولية ويعتمد اللاجئون السوريون ومضيفوهم على هذا النهج ففي تركيا يقدر عدد اللاجئين السوريين بنحو ثلاثة ملايين و٦٤٩ ألف سوري وهو ما يعادل نسبة ٤.٦ % من إجمالي الشعب التركي وذلك وفق أرقام إدارة الهجرة والجوازات التركية في ٢٠١٩ وشغلت قضية اللاجئين السوريين اهتمام الأحزاب السياسية التركية حتى باتت شغلها الشاغل وخصوصًا المعارضة التي استخدمت اللاجئين إلى جانب الأزمة الاقتصادية لإبراز فشل النظام التركي في إدارة البلاد والتي استثمرت في الانتخابات التركية الأخيرة ونتج عنها سحب المعارضة لبلدتي أنقرة وإسطنبول من قبضة حزب العدالة والتنمية

علاوة على ذلك أصبحت المواقف الشعبية التركية تجاه اللاجئين أكثر عدائية مع تعمق الأزمة الاقتصادية التي تشهدها تركيا مما دفع الحكومة التركية إلى فرض المزيد من التدابير التقييدية كما أن ارتفاع العنصرية التركية ضد اللاجئين شكل ضغطًا على العديد من اللاجئين للتسجيل من أجل العودة الطوعية إلى بلادهم ووفقًا لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين رجع نحو ٨٧ ألف لاجئ من تركيا إلى سوريا بين عام ٢٠١٦ من ٢٠٢٠ ويوضح المحلل السياسي فادي عاكوم في تصريح أنه لم يعد خافيًا على أحد قيام أردوغان بتوجيه السياسة التركية لاستغلال الشعب السوري إن كان الأمر بمن لا يزالون في الداخل السوري أو من انتقلوا إلى الداخل التركي طمعًا بالأمن والأمان بعيدًا عن آلة الحرب ولم يخطر ببال من انتقل إلى الجهة الأخرى من الحدود أنه سيتحول إلى ورقة سياسية أو حتى سلعة سياسية يتم المتاجرة بها عند الحاجة بالتزامن مع ظروف معيشية صعبة جدًا دفعت بالكثيرين منهم إلى العودة لسوريا رغم الظروف الصعبة التي تنتظرهم فالمناطق التي سيعودون إليها تعتبر مناطق عسكرية بكل معنى الكلمة باستثناء المخيمات القريبة من الحدود أما باقي المناطق فتعتبر أهدافًا لصواريخ النظام وغاراته بأي وقت

ويقول عاكوم إن أردوغان فتح بوابات حدوده وأقام مخيمات اللاجئين ليس حبا بهم ولكن لتحقيق نصرا سياسيا له.

إعداد: مروان مجيد الشيخ عيسى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.