الأسباب التي جعلت النظام السوري يفرج عن بعض المعتقلين 

لقد شهدت الأيام الماضية خروج عشرات المعتقلين من مسالخ الأسد البشرية بموجب مسرحية أطلق عليها اسم عفو رئاسي وهي واحدة من وسائل عدة حاولت من خلالها ميليشيات النظام السوري للتغطية على مجزرة حي التضامن الدمشقي ومع الصور التي بدأت تتوارد للمعتقلين كان هناك العديد من القواسم المشتركة كالشرود وجمود الوجه وجحوظ العينين أما الأهم فقد كان فقدان الذاكرة

فعند التعرض للصدمات النفسية على سبيل المثال أو الوقوع تحت تهديد أو شعور مباشر بالخطر لا يمكن إدارته أو إيجاد حل له يشكل العقل ردة فعل فور تلقي أي إشارات تهديدية تزيد النشاط الكهربائي في الدماغ وتنتج الأدرينالين والكورتيزول وهو ما يؤدي لإصابة الشخص بفقدان الذاكرة خاصة إن ترافق ذلك مع خوف شديد لا يمكن التخلص منه وهناك علاقة وثيقة بين الأعصاب والعقل والدماغ والجسد وهذه العلاقة هي التي تؤدي لفقدان الذاكرة وفقدان الذاكرة الملازم للمعتقلين هو في الغالب فقدان ذاكرة مؤقت قد ينتهي اليوم أو غداً أو بعد عام أو يمتد لسنوات فتعود ذاكرة الشخص كما كانت ويتعرف على جميع من هم في محيطه أما نسبة الضرر في الذاكرة فتتعلق بمدى تأثر النفس البشرية بالصدمات وبالتالي فإن فقدان الذاكرة في مثل هذه الحالات يطلق عليه اسم الفقدان الفصامي التفارقي نفسي المنشأ وهو ما ينجم في الغالب عن حالات قهرية كالظلم الشديد أو الخيانة وغيرها ورغم ذلك لا يبالي الفاقد للذاكرة مع الأمر كمشكلة حتى وفي غالبية الحالات لا يلقي للأمر بالاً كما إنه ومن الناحية العلمية فإن فقدان الذاكرة الفصامي النفسي لا يتسبب بأي ضررٍ للدماغ أو أي أمراض أخرى فيه فحالة فقدان الذاكرة تترافق مع عوامل أخرى كالشرود الذهني ونقص الوعي وإن غالبية من هم في المعتقلات وخاصة صيدنايا يعانون من فقدان الذاكرة كما إنهم لم يفقدوا الذاكرة بشكل مباشر وفقدان الذاكرة غالباً يكون فجأة بعد عجز الإنسان عن التكيف مع الحال الذي هو فيه

وغالبية المعتقلين يمرون بحالة اسمها الفصلان في الأسابيع الأولى من الاعتقال ويطلق على الشخص الذي يدخل هذه الحالة اسم الفاصل يفقد ذاكرته وتعود له تدريجياً خلال أيام إلا أنه ومع تصاعد الضغوط النفسية يكون هناك إمكانية لفقدها مرة أخرى لا سيما وأن ميليشيات النظام السوري تتعمد تعذيبهم وسلخهم وسحلهم أمام أنظار بعضهم البعض لقد رأوا بأم أعينهم كيف يسلخون ظهر أحد المعتقلين كما لو كان خاروف والدماء تسيل منه وسط صراخه الذي اخترق جدران السجن وكل هذه الأمور جعلت إضافة لما كشفته وسائل الإعلام من مجازر ساهم في فتح باب إخراج المعتقلين.

إعداد: مروان مجيد الشيخ عيسى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.