تنتشر الكثير من شبكات مهربي البشر عند الحدود السورية وتعمل إما باتفاقات مسبقة مع أشخاص أجانب على الطرف الآخر من الحدود أو على حسب التجربة الشخصية واعتماد مبدأ الحظ بعبور الطرق نحو الدول الأخرى
ويعرفون أنفسهم بملوك التهريب أما ألقابهم فمعظمها وهمية أو ترمز إلى مناطق معينة تتركز عمليات التهريب لديهم فيها أما عن طبيعة عملهم فهي مرافقة الأشخاص الذين يحاولون اجتياز الحدود طالبين اللجوء إلى الدول المجاورة ويتواجد مهربو البشر قرب الحدود السورية مع الدول الأخرى لكن أكثر النقاط التي يتواجدون فيها هي تلك القريبة من الحدود التركية أو اللبنانية ويفرضون مبالغ خيالية على طالبي اللجوء ففي كل يوم يعبر عشرات السوريين من خلال الحدود السورية التركية بحثا عن مستقبل أفضل وحياة آمنة ويدفعون آلاف الدولارات للمهربين في الوقت الذي يقع عدد منهم فريسة لضعاف النفوس ممن يقومون بإرسالهم إلى طرق خطيرة طويلة تنتهي بالقبض عليهم من قبل حرس الحدود التركي أو تعرضهم للنيران والموت في حال متابعة المسير وقبل سنوات كانت عملية العبور من سوريا إلى تركيا أمرا متاحا لحملة جواز السفر السوري الساري المفعول وذلك قبل أن تغلق السلطات التركية الحدود في آذار ٢٠١٥ وتفرض التأشيرة لدخول السوريين ضمن شروط يصفها الكثيرون بأنها قاسية وصعبة التحقيق في حين تعلل الحكومة التركية الأمر بعدم قدرتها على استيعاب المزيد من اللاجئين السوريين على أراضيها
فإغلاق تركيا المعابر البرية مع سوريا في ٢٠١٥ دفع آلاف السوريين إلى عمليات التهريب ومع اشتداد القصف من النظام السوري على مناطق سيطرة المعارضة المسلحة واستخدام الأسلحة المحرمة دوليا ومن بينها البراميل المتفجرة وما يعانيه اليوم السوريون من غلاء المعيشة وعدم وجود فرص عمل يتوجه الآلاف هربا من الموت إلى الحدود السورية التركية وراجت مهنة التهريب وأصبحت تدر على أصحابها آلاف الدولارات كل يوم
وبشأن أسباب كثافة حركة العبور غير النظامي للسوريين إلى تركيا فتعذر إقامة منطقة آمنة في سوريا دفع الشباب السوريين الهاربين من الاعتقال والقصف والقتل نحو تركيا التي كانت أقرب نقطة لهم من خلال خوض مغامرة التهريب والانسلاخ عن بلدهم بحثا عن الأمان وهربا من الموت تحت القصف
فالأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية إضافة إلى تركيا ودول العالم تتحمل مسؤولية عمليات العبور غير النظامي وعدم تأمين حماية المدنيين خلال الحروب والمعارك التي شهدتها سوريا منذ عام ٢٠١١ وحتى اليوم.