تعتبر الأمثال الشعبية من أعرق فنون القول لدى البشرية جمعاء وهو ما جعلها ذات حضور بنيوي وفكري في فعل التنصيص الأدبي فمن أنواع نصوص الأدب التي ترتبط بالأمثال النصوص السردية حيث نشوء المثل الشعبي عن قصة يضعه في التلقي فاعلاً أجناسياً يقاس على بنيته في إنتاج النص المسرود وهو بذلك يفعل بطريقة مرجعية من حيث بنيته السردية وتعليم فنيته في المخطط والفكرة وأما مثل “على نفسها جنت براقش”
فلهذا المثل قصتين الأولى أن براقش هي كلبة هربت مع أصحابها من بطش العسكر الذين يهاجمون بلدتهم وبقيت تنبح حتى استدل الجند على مكان أصحابها من نباح كلبتهم فقتلوهم جميعاً.
و قيل أنهم اختبأوا ولم يجدهم العسكر لكنهم تتبعوا نباح براقش حتى وصلوا إلى المخبأ
أما القصة الثانية تحكي سبب تسمية حصن براقش في اليمن بهذا الاسم حيث أن هذا الحصن كان قوياً منيعاً وخارج الحصن بئر ماء هو المورد الوحيد لسكان الحصن فلما حاصرهم العدو أصبحوا يخرجون خلسة في الليل عبر نفق بين الحصن والبئر ليجلبوا الماء استمر الحصار فترة لا بأس بها إلى أن عبرت الكلبة براقش النفق إلى البئر لتشرب
فسمع نباحها العسكر وتبعوها في النفق فتمكنوا من دخول الحصن وفتكوا بأهله
ويستخدم هذا المثل غالباً للدلالة على الأعمال التي تعود على أصحابها بالسوء ويقال في هذه الحالة على نفسها جنت براقش أو للدلالة على نذير الشؤم ويقال في هذه الحالة على أهلها دلت براقش
وكل تلك قصص قد تدل على حقيقة سبب إطلاق هذا المثل الذي لايزال الكثير من الناس يردده دون معرفة قصته.
إعداد: مروان مجيد الشيخ عيسى