الرقة… وتحنيط الشباب بملح حلم الهجرة

أصبح حلم الهجرة حلم يراود أهالي الرقة ، لاسيما الشباب منهم  خاصة مع انتشار البطالة وزيادة تكاليف الحياة تجبرهم على الهجرة حالمين في تأمين مستقبلاً مشرق مبتعدين عن الحرب وماخلفته من نتائج سلبية على الاقتصاد والمجتمع ،  لم يكن لهم حل سوى الفرار من مخاطر الحرب بكافة أنواعها بالوقت ذاته لم تكن حصيلة السنوات التي أنهكت فيها الحرب الطاحنة سهلة على الشباب 

يسعى العديد من الشباب في الهجرة خارج البلاد ، لتحقيق مكاسب مادية في الدرجة الأولى ، ومعنوية في الدرجة الثانية، وفقاً للعديد من الدراسات، تُعدّ العوامل الاقتصادية الناتجة عن انخفاض الدخل، والبطالة، والبطالة المقنعة، والفقر أهمّ الأسباب التي تدفع الشباب إلى الهجرة إلى مناطق مزدهرة بحثاً عن فرص اقتصادية أفضل.

إذ يعاني الشباب في مدينة الرقة من قلة الأجر اليومي ان وجد العمل اصلاً ، وتعد ١٥ ألف ل.س ، هي أكبر أجر يومي يتلقاه الشباب، ولا تكاد تكفي ثمن خبز ليوماً واحد، ناهيك عن تبجح أرباب العمل على العاملين لديهم. 

تحت حقيقة الواقع الحزينة التي أنهكت عقل الشباب بقي الكثير منهم ينتظر لسنوات من عمره لتصل لحظة الهجرة، إلا أن لحظة الهجرة تتحطم وتقف التأليف الباهضة حائلاً بينها وبين التحقق، مادفع العديد من الشباب في العمل بأعمال غير شرعية لتأمين تكاليف الهجرة. 

حيث بلغ تكلفة هجرة الشخص الواحد مايقارب ١٦ ألف دولار للشخص الواحد، ومن المرجح أن يحتال عليه السماسرة ويقف دون مال ولا هجرة.

ويلجئ الشباب إلى الهجرة غير نظامية وخطرة يسلكونها مضطرين من أجل الوصول إلى بلاد تؤمن لهم مستقبل وتوفر فرصا تضمن لهم حياة أكثر استقرارا وراحة.

العديد من الشباب  يكون هدفهم عند الهجرة إلى الخارج الظفر بوظيفةٍ مناسبة تتلاءم مع مؤهلاتهم العلمية، وتوفر لهم دخلاً مناسباً يؤمن لهم الحياة الكريمة، فكثيرٌ من البلدان العربية تواجه مشكلاتٍ وتحدياتٍ اقتصاديةً على رأسها البطالة، سواء الظاهرة منها أو المقنعة، وما يسببه ذلك من يأسٍ في نفوس الشباب ورغبة عارمةٍ في الهجرة والبحث عن فرصٍ وآفاق جديدة.

ويبقى حلم الشباب محنطاً بحلم الهجرة و الثراء السريع.

إعداد: محمد فلاحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.