العودة إلى الذات 3

التاريخ الذي نجهله

وفي القصص القرآنية يمكن أن نعرف خط سير التاريخ وكيف تسلسلت الحضارة فمع هود في الأحقاف وقومه عاد، وكان قبلهم عادٌ الأولى، استمرت النذر تعلم الناس، وتم تدجين الأنعام ( تذليلها) مابين هود ونوح “واتقوا الذي أمدكم بما تعلمون أمدكم بأنعام وبنين ” وكان نوح هو الذي وعدهم بهذه النعمة ” ويمددكم بأموال وبنين” وهذا الربط بين تذليل الأنعام والبناء هو ماثبت في التاريخ بين الحالتين، وبنين جمع بناء ولايقصد بها الأولاد، وبالبناء تجاوزوا نظام سكن قوم نوح الذين كانوا يعيشون في بيوت من قصب، في السهول والأراضي المنخفضة، ويلاحظ أنهم تعلموا من تجربة قوم نوح الذين كانوا يسكنون منطقة منخفضة فبنوا بيوتهم في الجبال” أتبنون بكل ريع آية تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون وإذا بطشتم بطشتم جبارين “.تلك صفاتهم وهذا تطورهم سكنوا بيوتا في مناطق مرتفعة وبنوا مصانع ( خزانات) لتجميع المياه حيث كانت أمطارهم كثيرة، ونتيجة جبروتهم وبطشهم وعنادهم جاءهم عذاب نكير هو الريح. ” ريح صرصر عاتية” .

جاء صالح ومعه ظهرت الملكية الخاصة للأرض،” تتخذون من سهولها قصورا”، ( لايقصد القصورالمبنية، بل الأراضي المسيجة ، المقاطعات ) ونحتوا من الجبال بيوتا وهذا تطور في البناء وهؤلاء أخذتهم الصيحة لأن الصوت القوي لايؤثر بساكني السهول الذين أخذتهم الرجفة ( الزلزال) ولكن في البيوت المنحوتة في الجبال ( أخذتهم الصيحة)، هذا تطور المدينة المستقرة، وبقيت مجموعات بشرية عاشت في الجبال على شكل مجموعات وقبائل تعتمد الزراعة والرعي وسيلة حياة، لم تتأثر بسلطات مستبدة ولا بالحاميات المستعمرة، وبقيت دون مستوى القبيلة، لذلك عاشت مشاعر المساواة، واحترمت مكانة المرأة فلم تعان من الاضطهاد.

إعداد: رياض درار 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.