عفة المسكي وكرم الله له 

أن الله عز وجل يهب كرامات لكل عبد ورع تقي يخاف الله في نفسه والآخرين فتظهر على شكل خوارق للعادة منها مايظهر ويختفي في وقتها ومنها مايبقى ليذكر بقدرة الله وكرمه لعباده المتقين ففي زمن قديم حدثت قصة يعرفها أهل الشام وكانت سببا في تسمية منطقة من أحياء دمشق بالمسكية فالرجل العفيف أبو بكر المسكي حدثت له قصة من أروع القصص في العفة والخوف من الله 

قيلَ لأبي بكر المسكي وكان شابًا وسيمًا حسن الأخلاق إنَّا نشم منك رائحة المسك مع الدوام فما سببه

فقال المسكي: والله لي سنين عديدة لم أمس المسك

ولكن سبب ذلك أن امرأة حسناء احتالت علي حتى أدخلتني دارها وأغلقت دوني الأبواب وراودتني عن نفسي وهددتني إذا رفضت ستتهمني بالسرقة أو محاولة الاغتصاب

فتحيرت في أمري وضاقت بي الحيل

فقلت لها: هل لي أن أتطهر وأغتسل حتى أكون لائقًا بك

فأمَرَت بجارية لها تمضي بي إلى الحمام ولما دخلت الحمام أخذت العذرة الغائط

ودهنت بها جميع جسدي ثم خرجت إليها وأنا على تلك الحالة

فما إن رأتني المرأة حتى دهشت وتقززت وأصابتها حالة من القرف والهلع ثم أمَرَت بإخراجي من دارها بسرعة

فمضيت إلى بيتي وكان كلُّ من يراني ويشم رائحتي في الطريق يسخر منّي فوصلت بيتي واغتسلت ونمت

فلما كانت تلك الليلة سمعت في المنام قائل يقول لي:

يا أبا بكر أفعلت فعلتكَ لرضانا

فلنرضينك إلى يوم لقانا

فأصبحت والمسك يفوح مني واستمرت تلك الرائحة لا تنقطع عني أبدًا

وفعلاً بقيت رائحة المسك تفوح منه أينما ذهب ولقبه الناس بالمسكي إلى أن توفاه الله وكانت رائحة المسك أيضا تفوح منه وقت غسله.

إعداد: مروان مجيد الشيخ عيسى 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.