الجهود الدولية لتوحيد المعارضة السورية

بينما كان ائتلاف المعارضة السورية يعيد تشكيل نفسه برعاية تركية كان مجلس سوريا الديموقراطية يَعقد اجتماعاً في استوكهولم برعاية سويدية ودفعٍ ودعم أميركيَّين لمناقشة رؤية سياسية يعتقد معدّوها أنها تحقّق التمثيل الأفضل والأوسع للمعارضة السورية.
خلال سنوات الحرب في سوريا والتدخُّل الأجنبي خرج السوريون بحكمة مفادها أنه إذا رأيت الجانب الدولي  في واجهة اجتماع سياسي فإنه غالباً يريد إعادة صياغة الحل  وإذا كان متسترا فهو بالتأكيد يسعى إلى إنجاحه وهذا بالضبط ما حدث في اجتماع استوكهولم الذي بدَت الصدارة فيه للسويديّين والبريطانيين بينما كانت وزارة الخارجية الأميركية تنشط بكثافة في الخلفية حتى إن موظّفيها تواصلوا مع عدد من المشاركين في الاجتماع عدّة مرّات قبل موعده للتأكد من حضورهم ضماناً للتنوّع علماً بأنها عادة ما تكتفي باتصال واحد وأحياناً مراسلة عبر البريد الإلكتروني فشكّل الاجتماع بحسب مصادر متابعة أنه نقطة بداية في مشروع توسيع مسد وتحويله إلى منصّة جامعة لشخصيات وكيانات سياسية معارِضة وحضره قرابة ٤٠ شخصية سياسية ومدنية سورية يمثّلون خلفيات متنوّعة وبعضهم كان غائباً عن النشاط السياسي لفترة طويلة مثل الداعية الإسلامي المعارض محمد حبش في حين أن بعضهم أعضاء في كيانات سياسية موجودة مثل أليس مفرج هيئة التنسيق وكذلك أعضاء المجلس الاستشاري النسوي للمبعوث الأممي كمجدولين حسن وأسماء كفتارو وزوزان علوش لكنهنّ حضرن بصفاتهنّ الشخصية وليس نيابةً عن المجلس على أن النقطة الجوهرية التي دارت حولها النقاشات في اجتماع العاصمة السويدية الذي رشحت الخارجية الأميركية معظم المدعوين إليه بالتنسيق مع مركز أوف بالم السويدي كانت النظام اللامركزي في سوريا وإمكانية تطبيقه إدارياً وسياسياً وتقديمه كحل سياسي وحيد ومتفق عليه بين السوريين واعتباره من قِبَل الحاضرين وخصوصاً مسد تصحيحاً لمسار الحراك الذي اندلع في سوريا عام ٢٠١١على رغم تزامن اجتماع استوكهولم مع إعادة هيكلة الائتلاف المعارض إلّا أن مصادر  تؤكّد أنه لا يهدف إلى وراثته في تمثيل المعارضة السورية وأن ما يحدث هو إضفاء أكبر شرعية ممكنة على الكيان السياسي في الشمال الشرقي تمهيداً لرفع العقوبات عن مناطق سيطرة قسد من قِبَل الإدارة الأميركية التي تريده تنظيماً متنوّعاً مغطىً بأوسع طيف سياسي للذهاب بعيداً في مشروع النظام اللامركزي حتى يصل إلى الفدرالية وتسعى الخارجية الأميركية حالياً إلى تثبيت الوضع الراهن في سوريا أطول فترة ممكنة في ظل مواجهتها المتصاعدة مع روسيا في أوكرانيا بحيث تقطع أي تواصل محتمل بين مسد ودمشق وتنمي الخلافات بينهما وتدعم التصعيد القائم حالياً في القامشلي وسيطرة قوات سوريا الديموقراطية على مؤسسات النظام السوري التي يقع بعضها ضمن المربّع الأمني التابع للنظام في المدينة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.