تعتبر سينما فؤاد من أبرز معالم الدير وتقع في وسط المدينة وقد سمي الشارع الذي توجد فيه باسمها وهو من أهم شوارع الدير التجارية والسياحية وتمتاز السينما هذه ببنائها القديم وكان لها دور آخر أيام الإحتلال الفرنسي ثم أصبح دارا للسينما ومملوكة لشخص اسمه جورج لولي وهذه السينما كبقية السينمات بالدير وخلال عدة عقود تحديدا بالستينات والسبعينات والثمانيات كان لها الدور الأول في التسلية والثقافة والمتعة لكل أطياف المجتمع .
والسينما مؤلفة من صالة أرضية يرتادها العموم من الطلبة والعمال والعساكر وبلكون علوي مقسم الى قسمين الصفين الاولين يسمى الممتاز وتجلس فيه العوائل والبقية للمقتدرين
وسعر الدخول يختلف ففي الصالة كانت قيمة التذكرة ٥٥ قرش أما البلكون فهو ٧٥ للعادي و٨٥ قرش للممتاز في الستينات
وتعرض السينما أحدث الأفلام بمعدل فيلم كل أسبوع أواسبوعين أواكثر حسب جماهيرية الفيلم فقد كان يقول أهلنا بالدير اليوم سينما فؤاد علقت فيلم جديد ومقولة علقت من تعليق الصور والإعلانات التي كانت تنشر في شوارع المدينة
وكان أمام السينما يقف باعة التقريشة والباعةالمتجولون وهناك أيضا يوجد فرق فزبائن الصالة تقريشتهم بزر الجبس المسلوق وفستق العبيد وبقيمة فرنك أو فرنكين أما زبائن البلكون فتقريشتهم من الفستق الحلبي والبندق واللوز ويمكن بقيمة ربع ليرة أونص ليرة وأحيانا يتهكم زبائن البلكون على من هم بالصالة أو يقذفون قشور الفستق والبندق على أهل الصالة فتحدث مشادات قدم تمتد لخارج السينما وقد منع قرش البزر والتدخين بالسينما بأمر الحكومة وكانت هذه العبارة موجودة على جدران الصالة ونظرا للاقبال الشديد وخاصة بالأعياد يتجمع الناس على كوة قطع التذاكر للحصول على بطاقة الدخول
ويبدأ عرض السينما بالمناظر وهي إعلانات عن الأفلام القادمة وأثناء العرض يتجمع الأولاد على باب السينما للدخول بمالديهم من نقود لاتكفي ثمن البطاقة وعلى الباب يقف عموري ينادي من عنده نص ليرة يدخل ثم ٨ فرنكات و٧فرنكات و٦فرنكات و٥ فرنكات اي ربع ليرة سورية ويكون قد مضى جزء من الفيلم ويدخل في ظلام السينما ويجلسهم أبو البيل حامل البيل وكانت أهم الأفلام التي تشد الناس في تلك الأيام هي الأفلام التاريخية وأفلام سميرة توفيق وأفلام الكابوي والمغامرات والأفلام الهندية وبعض الأفلام العربية
وتعرض السينما يوميا ثلاث مرات حسب التوقيتات الشتوية والصيفية في الثالثة والسادسة والتاسعة مساءا وحفلة صباحية يوم الجمعة الساعة العاشرة صباحاوتخصص حفلات الظهيرة يوم الاثنين والخميس للنساء
أما في الأعياد فتعرض أفلاما متوالية وكانت أمتعتنا أكبر عندما نعود ونسرد الفلم كاملا في البيت فيصغوا السمع وكأنهم يتابعون الفلم من على البلكون واليوم وكلما مررنا بشارع سينما فؤاد المغلقة تدق في ذاكرتنا نواقيس ذكريات جميلة فصوت الرجل حامل الجرس يعلن بداية العرض وصوت صاحب البيل وهو يقول افتح طريق وصوت بائع البزر مع سكون المتابعين.
إعداد: مروان مجيد الشيخ عيسى