شهدت الحسكة في الآونة الأخيرة عواصف رملية او ماتسمى “عجاج”، طبيعة تقلب الفصول الأربعة من فصل لآخر يحدث بينهما “العجاج”، فكان له أضرار على الزراعة والمحاصيل الزراعية حيث أكّد مدير دائرة الإنتاج النباتي في مديرية الزراعة بمدينة الحسكة، جلال بلال، أنه “في حال عدم هطول الأمطار خلال الأيام العشرة القادمة، فإن معظم المساحة البعلية المزروعة بالقمح والشعير في المدينة ستخرج من دائرة الإنتاج”، التي بلغت مساحتها رياً وبعلاً للموسم الحالي 569 ألف هكتار.
وجاء ذلك عبر إيضاح لمدير الإنتاج، لوكالة أنباء تابعة للنظام السوري، حيث ذكر أن “الأجواء السديمية وما يرافقها من اشتداد في سرعة الرياح وارتفاع درجات الحرارة وجفاف التربة، ستؤثر بشكل كبير في نمو المحاصيل الزراعية ولا سيما الديمية منها في ظل حاجتها الكبيرة لمياه الأمطار التي انحبست عن الهطول منذ ما يقارب الشهر”.
بلال، أشار إلى أن الأجواء السديمية “تؤثر كذلك في نمو المحاصيل المروية”، مبيناً أنها “تؤدي إلى خنق النبات وتحد من سرعة نموه”.
وفي السياق، تتزايد المخاوف لدى هيئة الاقتصاد والزراعة التابعة للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، مع مرور الوقت المثالي لهطول الأمطار، وهو ما أعرب عنه رئيس الهيئة، سلمان بارودو، بأنّ الوضع الاقتصادي والزراعي، حال عدم هطول الأمطال في العشر الأيام المقبلة، سيدخل مرحلة “الخطر”، مشيرا إلى أن “المحاصيل الديمية هي الأكبر من ناحية الخطورة نظراً لاعتمادها على الأمطار الموسمية، وبذلك سيهدد الجفاف أكثر من مليوني هكتار”، حسب قوله.
بارودو، نوه الى أن “المنطقة تفتقر لمصانع الأسمدة الزراعية مما تضطر الإدارة لاستيراد السماد من قبل حكومة النظام السوري وتركيا، وتباع بسعر التكلفة إلى المزارع”، إضافة الى أنهم سيحاولون تأمين مادة المازوت للمزارعين لإنقاذ المحاصيل المروية.
وتنشط في المنطقة العديد من المنظمات الدولية في مختلف مناطق شمال و شرق سوريا، والتي دخلت منذ عدة سنوات للمساهمة في دعم المجتمع المحلي، لكن رئيس هيئة الاقتصاد والزراعة، أكّد “عدم حصول القطاع الزراعي على دعم جوهري من قبل المنظمات العاملة هناك”، مشيراً إلى أن “نشاط بعض تلك المنظمات انحصر في تأمين بعض أنواع اللقاح الحيوانية”.
ولم يتم تحديد أسعار المواد الزراعية إلى الآن، كما صرّح بارودو، بالتزامن مع ارتفاع الأسعار الكبير للمبيدات الحشرية والأسمدة العضوية في صيدليات شمال وشرق سوريا.
تبلغ نسبة المساحات المزروعة في شمال وشرق سوريا 2.674.000 هكتار، حسبما أدلى به رئيس هيئة الاقتصاد والزراعة في شمال شرق سوريا، سلمان بارودو.
تأثير الحرب الروسية الأوكرانية
وأكّد بارودو أن “الوضع في أوكرانيا له تداعيات سلبية جداً، كون الإدارة كانت تستورد الطحين من نوع الصفر”، مشيراً الى تأثّر الوضع الاقتصادي جراء ذلك.
هذا الرأي، اتفق معه الأكاديمي والباحث، آلان رمو، بقوله أن تداعيات الأزمة بين الدولتين سيكون خطيراً، لاسيما أن الدولتين تسهمان بحدود 30% من صادرات القمح، و80% من صادرات زيت عباد الشمس، و19% من صادرات الذرة”.
وانتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي، أخبار تشير الى أن مادة الزيت مفقودة في أسواق مدينة القامشلي.
الأكاديمي والباحث آلان رمّو، قال أيضاً إن “عدم هطول الأمطال في الأيام القليلة المقبلة سيدخل الثروتين الزراعية والحيوانية في خطر كبير”، لافتا الى أن ذلك “يعني ضرورة هطول مطري متتالي خلال الأشهر (آذار ونيسان وبداية أيار) لإنقاذ محصولي القمح والشعير”.
ووصف الأكاديمي المتخصص بوقاية النبات من جامعة دمشق، وله أبحاث علمية دولية، أن موسم الجفاف للعام الماضي كان “الأسوأ منذ سبعين عاماً”، منوها إلى “انتشار مرض الصدأ الأصفر والتبقع السكتوري والتفخم السائل والبياض الدقيقي، إضافة لانتشار حشرات مثل ماضغة بادرات الحبوب والسونة والمان وغيرها، في محصولي القمح والشعير”.
مزراعون يطالبون بالدعم
يشكو المزارعون في المنطقة من الدعم “الخجول”، والذي بالكاد يكون معدوماً، من قبل لجان الزراعة في المنطقة.
هذا الأمر، يؤكّده المزارع سليمان عبدي، من إحدى قرى ريف القامشلي، والذي زرع أكثر من ألف هكتار للموسم الحالي، قائلا إنه “في السنة الماضية خسر قرابة 4 – 5 ملايين ليرة سورية بسبب انحسار الأمطار، إلى جانب عدم حصوله على الدعم من قبل لجان الزراعة من مخصصات المازوت والأسمدة لأنقذ به محاصيلي المروية”.
المصدر: وكالات