مهما تحدثنا عن أيام وليالي السنة كاملة يبقى لأيام وليالي شهررمضان طعم وطقوس خاصة تميزه عن باقي الأيام حيث تعم فيه الألفة والتواد وتصفى فيه النفوس والقلوب ومثل باقي المحافظات يحضر أبناء دير الزور العدة لاستقبال هذا الشهر الكريم كل حسب طريقته وإمكانياته المادية إلا أن هناك تقاليد تبقى من أساسيات هذا الشهر يحرص الجميع على ممارستها.
حيث تلتقي العائلة بكاملها في أول يوم منه على مائدة الإفطار في بيت الجد أو ما هو معروف بيت الأهل فيجلس الجميع دون استثناء الصغير منهم والكبير على هذه المائدة العامرة بأنواع الأطعمة والتي لا تخلو منها الموائد كالسلطات والكبب بأنواعها والشوربات مع الطبق الرئيسي والذي جرت العادة أن يكون في اليوم الأول نوع من أنواع الطعام الأبيض كالشاكرية او الشيشبرك كنوع من التفاؤل وبداية هذا الشهر بهذا اللون الذي يجلب الخير والرزق إضافة إلى خبز التنور الطازج والحلويات الرمضانية.
وتشهد حارات الدير خلال هذا الشهر الكريم عادة الصبة التي يتبادلها الأهل والجيران فيما بينهم حيث تشهد حارات وأزقة المدينة قبل مدفع الإفطار حركة غير منقطعة النظير في تبادل هذه الصبب لدرجة أن يشهد البيت الواحد في بعض الأحيان خمسة أنواع من الطعام وافدة إليه من أربعة منازل إضافة إلى الصنف الذي كان قد أعده وهو بدوره كذلك يقوم في اليوم التالي بإعادة كل صحن جاء إليه مملوءا بما قام بطبخه وهكذا تتنوع المائدة بأصناف الأطعمة وهذا فيما يخص وجبة الإفطار أما السحور فيعتبر طبق الحنيني المؤلف من البيض والتمر المعجون المقلي بالسمن العربي سيد الأطباق ويمكن أيضا إعداده من التمر والبيض فقط كما لا تخلو موائد هذا الشهر من المشاريب الرمضانية كالسوس والتمر الهندي وقمر الدين فيما تعتبر ظاهرة المسحراتي في أغلب أحياء المدينة ظاهرة قديمة حديثة مازالت مستمرة رغم كل التطور الذي طرأ على المجتمع فيما تتزين واجهات المحلات والأبنية بزينة خاصة بهذا الشهر تتمثل بالنجوم والهلال التي تشع بأضوائها بكل حارة .
وهناك بعض الطقوس التي أصبحت من الذكريات في المجتمع الديري وهي دكة رمضان والتي تخص النساء فقد كانت فتيات الحي يجتمعن قبل أيام من حلول شهر الصيام لبناء دكة ليجلسوا عليها وتناول الفطور في أول يوم وكل فتاة تحضر.
معها طبقاً من الطعام من بيت أهلها ويوضع على الدكة وننتظر موعد الإفطار لتناول الطعام معاً حيث كانت تجتمع حوالي عشر فتيات أو أكثر وكانت الفتيات يتنافسن بين الأحياء في بناء الدكة ومن دكته الأجمل فلكل حي دكته الرمضانية المميزة والتي تتفنن في بنائها الفتيات.
من هنا فكل محافظة من سورية تنفرد ببعض العادات خلال شهر رمضان الكريم التي حافظ المجتمع عليها خلال مئات السنين ومنها مادخل حديثاوسو تظل سورية لعاداتنا وكرم وطيبة أهلها رمزاً للحب والتآخي والتعاون ونرجوا الله أن يعيد الأمن والأمان لهذا البلد.