في ذكرى مجزرة دوما بالكيماوي

استيقظ السوريون والعالم يوم ٦نيسان ٢٠١٨على مجزرة مروعة في مدينة دوما آخر مناطق المعارضة السورية في الغوطة الشرقية استخدمت فيها الأسلحة الكيميائية المحظورة دوليا وراح ضحيتها عشرات القتلى من المدنيين بينهم نساء وأطفال.
فمنظمة الخوذ البيضاء التي تعمل في المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة أكدت أن الهجوم وقع باستخدام غاز الكلور السام وأسفر حسب منظمات الإغاثة والرعاية الطبية السورية وهي منظمة إنسانية مستقلة عن مقتل أكثر من ٦٠شخصا وإصابة أكثر من ألف آخرين في أماكن عدة بمدينة دوما.
ورغم كل ذلك لم يتوان النظام السوري المجرم على مدى السنوات الماضية في حربه على السوريين من استخدام السلاح الكيميائي ضدهم ولم تمنعه الردود الغربية المحدودة من تكرار قصف المدنيين بالغازات السامة معتمداً بذلك على دعم حليفه الروسي له وغياب نية دولية واضحة لمحاسبته.
واليوم ومع مرور هذه الأعوام على مجزرة دوما الكيماوية التي نفذها النظام والتي تعد واحدة من أكثر ٢٠٠ هجوم كيماوي نفذه النظام عبر استهداف المدينة بهجومين منفصلين من قبل مروحياته ببراميل محملة بغازات سامة ذهب ضحيتهما مدنيين وأصيب أكثر من ٥٠٠ آخرون بحالات اختناق أغلبهم أطفال ونساء كانوا مختبئين في الأقبية هرباً من العمليات العسكرية للنظام وروسيا بهدف السيطرة على المدينة.
وأكدت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية مطلع آذار ٢٠١٩ استخدام مادة سامة خلال الهجوم على مدينة دوما في نيسان ٢٠١٨ وبحسب التقرير النهائي الذي أصدرته بعثة تقصي الحقائق الأممية فإن تحليل العينات الطبية والبيئية التي حصلت عليها البعثة خلال تفتيش المنطقة أظهر استخدام مادة الكلور الجزيئي
وبدل أن تقف روسيا ضد النظام السوري الذي قتل الأبرياء بالكيماوي بل هاجمت منظمة حظر الأسلحة بعد إثباتها هجوم دوما.
و بعد تقريرها المتعلق بهجوم مدينة دوما بريف دمشق وذلك في محاولة منها لحماية النظام وتغطية جريمته ووصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في ٢٦ تشرين الثاني خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الذين وضعوا التقرير الذي نشر في أذار عام ٢٠١٩بأنهم قذرون وكأن القذارة ليست بمن قصف ودافع عن المجرم وقد رد المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية فيرناندو ارياس على الادعاءات الروسية و أكد تمسكه بالتقرير الذي قدمه محققو المنظمة والذي أوضح أنه تم استخدام الكلورين في هجوم دوما ما أدى لسقوط ضحايا في صفوف المدنيين ورغم كل هذه الدلائل والحقائق لايزال المجرم بعيدا عن يد العدالة الدولية لكن بعون الله إن سكت أهل الأرض فهناك عدالة السماء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.