” الحرب في أوكرانيا ترخي ظلالها على الشرق الأوسط “

منذ بدء العملية العسكرية الروسية ضد أوكرانيا ، والعالم كله يعاني مأزقا طاقيا وغذائيا ، وبدأت الحرب ترخي بظلالها الكثيفة على الوضع في الشرق الأوسط حيث بدأ صدى المعارك بين القوات الروسية والأوكرانية يتردد في المنطقة.

 

فعلى الرغم من رجوع موسكو مؤخرا في تهديداتها بالإطاحة بالاتفاق النووي الإيراني المعروف رسميا بخطة العمل الشاملة المشتركة، فإنها تواصل إعاقة أي تقدّم في هذا الشأن انتقاما من العقوبات المفروضة عليها بسبب أنشطتها العسكرية وهذا بدوره يدفع إيران للرد بالمثل.

 

ومما يزيد من خطوة الموقف أن إيران أقرب من أي وقت مضى إلى القدرة على الاختراق النووي.

 فيزيد ذلك الضغط على إسرائيل للتدخل عسكريا لمنع إيران من الوصول إلى نقطة اللاعودة. 

 

حيث قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إنه ” تلقى ضمانات مكتوبة” من الولايات المتحدة بأن تجارتها مع إيران لن تخضع للعقوبات المتعلقة بأوكرانيا.

 وإذا كان الأمر كذلك، فقد يسمح هذا بمواصلة محادثات خطة العمل المشتركة الشاملة. 

ولكن كلما طال الوقت الذي تستغرقه القوى العالمية لإبرام الصفقة مع إيران، زاد احتمال استمرار التوترات بين إيران وخصومها الإقليميين.

 

كما وحذر محللون سياسيون يركزون على قضايا الشرق الأوسط وجنوب آسيا، من أنه إذا طوى النسيان الصفقة النووية تدريجيا، كما يخشى المسؤولون الأميركيون الآن، فإن الآثار الإقليمية المتتالية ستكون فادحة. 

 

 و من المرجح أن يُصعِّد وكلاء طهران هجماتهم ضد المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين، إذا لم تُحذَف قوات حرس الثوري الإيرانية من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية الخاصة بوزارة الخارجية الأميركية.

 

وعلى حد تعبيرهم أنه ثمة هناك طرق عديدة أخرى يهدد بها الحرب الروسية ضد أوكرانيا بزعزعة استقرار المنطقة بادئ ذي بدء، يمكن أن يعرض هذا الغزو الحكومة الائتلافية الهشة في إسرائيل للخطر، على الرغم من العلاقات الدينية والثقافية مع أوكرانيا أنه من المهم أيضا تقييم تأثير الحرب على كييف على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

 

وحافظت إسرائيل لزمن طويل على علاقات جيدة مع روسيا ولم تدن حتى الآن الهجوم الروسي، وإنما سعت لإيجاد توازن بين واشنطن وموسكو. 

 

وبموافقة ضمنية من الكرملين، تشن إسرائيل عمليات قصف جوي للميليشيات الإيرانية في سوريا.

 

لكن موقف إسرائيل غير المحدد من الأزمة الأوكرانية يخضع للاختبار فوزير الخارجية الإسرائيلي “يائير لابيد”، الذي يشغل أيضا منصب رئيس وزراء إسرائيل المناوب، انحرف انحرافا ملحوظا عن الموقف الرسمي الإسرائيلي من الحرب، إذ صرح بأنه “لا يوجد مبرر” للغزو الروسي لأوكرانيا، في حين حث رئيس الوزراء الإسرائيلي “نفتالي بينيت” الوزراء على التزام الصمت بشأن هذا الموضوع. 

 

ويمكن أيضا للغزو الروسي أن يمنح تنظيم الدولة “د ا ع ش” فرصة مثالية لإعادة تنظيم صفوفه وإحداث فوضى في المنطقة، ونظرا لأن موسكو قررت استرداد دينها من النظام السوري من خلال التخطيط لنقل الآلاف من السوريين جوا إلى ساحة القتال في أوكرانيا، تلقت قوات النظام السوري ضربة في الداخل. 

وهناك دول مثل مصر والمغرب وتونس من المرجح أن تشهد استياء متزايدا في رمضان نظرا لزيادة فاتورة وارداتها الغذائية بسبب الحرب الروسية. 

فقبل أسابيع فقط من بداية الشهر الكريم، سارع المستهلكون في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى تخزين القمح بسبب الضربة المزدوجة لنقص الواردات وارتفاع تكاليف النقل. 

ومن ثم، قد تواجه الأنظمة في كل هذه البلدان اندلاعا محتملا لانتفاضات خبز، ما يؤدي إلى تكرار احتجاجات شبيهة بالربيع العربي في جميع أنحاء المنطقة.

إعداد: دريمس الأحمد 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.