عبدالحليم خدام شريك حافظ أسد، في ذكرى وفاته 

توفي الثلاثاء ٣١آذار في باريس وزير الخارجية ونائب الرئيس السابق وأحد أركان نظام الأسد الأب، عبد الحليم خدام، الذي كان قد انشق عن نظام الأسد الابن حتى قبل اندلاع الثورة لخلاف حول إدارة الملف اللبناني تحديداً إضافة إلى تحفظه أو رفضه لتولي بشار رئاسة سوريا بعد وفاة حافظ أسد صيف العام ٢٠٠٠بعيداً عن الجانب الشخصي والخلاف ثمة ملاحظات فكرية سياسية لا بد من طرحها عند الحديث عن  مسيرة خدام السياسية الطويلة

فقد كان لخدام وعائلته حضورا مهما في نهب المال العام وخيرات البلاد من خلال الهيمنة على قطاعات مختلفة مثل الإنتاج الفني والاستيراد والتوكيلات الأجنبية

فإن عبد الحليم خدام كان ركناً أساسياً ولعقود في نظام حافظ الأسد كوزير للخارجية ثم نائباً للرئيس وممسكاً بعدة ملفات سياسية وإقليمية للنظام الاستبدادي المتوحش الذي قتل وقهر وأفقر وجوع السوريين لإحكام قبضته على السلطة وهو المتشدق بالوطنية والقومية كان مسؤولاً رفيعاً بنظام فشل في امتحانات الحرية والكرامة وطبعاً امتحان فلسطين

عبد الحليم خدام كان ركناً أساسياً في نظام فشل في بناء دولة حديثة ليس فقط ديمقراطياً ومؤسساتياً وإنما على صعيد الخدمات الأساسية المتمثلة بالتعليم الصحة والمواصلات والاتصالات والبنى التحتية المتطورة من مياه وكهرباء وغاز  في زمن خدام كان حصول المواطن على خط هاتف إنجاز كبير يتحقق بعد عقود نعم عقود من الانتظار في دولة غنية بثرواتها الهائلة والمتنوعة وشعبها المجتهد الجدي المعطاء والمبدع وصانع الحضارات دولة حلم ذات يوم مهاتير محمد صانع نهضة ماليزيا بجعل بلاده مثلها

أما عند الانتقال إلى الخصخصة الاقتصادية في منتصف التسعينيات من القرن الماضي وكما حصل في أنظمة مشابهة بمصر وليبيا والجزائر واليمن هيمنت عائلات المسؤولين على القطاعات الاقتصادية التي أممها نظام الحزب الواحد الاستبدادي كان لخدام وعائلته حضورا مهما في نهب المال العام وخيرات البلاد من خلال الهيمنة على قطاعات مختلفة مثل الإنتاج الفني والاستيراد والتوكيلات الأجنبية هذا حصل طبعاً قبل أن تهيمن عائلة الأسد مباشرة على القطاعات الحديثة والاستثمارات في الاتصالات والسوق الحرة والسياحة وصناعة واستيراد السيارات وهو ما مثل أحد أسباب الخلاف مع خدام لكون الأسد الابن لم يفهم ما فهمه الأسد الأب داخلياً وخارحياً  رغم أنه ورث الإجرام عنه طبعاً  فيما يتعلق بعدم الاستئثار بالسلطة بكافة مراكزها وعدم القطيعة مع العواصم العربية المهمة تحديداً الرياض والقاهرة في ظل القطيعة الدائمة مع العاصمة الكبرى بغداد

وفي الملفات الإقليمية المهمة التي تولاها خدام فكان منفذ للسياسات التي رسمها حافظ الأسد فيمكن الحديث باختصار وتركيز عن ملفين أساسيين فلسطين ولبنان

فلسطينياً كان خدام ركناً أساسياً في النظام الذي قتل من الفلسطينيين أكثر مما قتلت إسرائيل فالنظام الذي ارتكب مباشرة وعبر أدواته وأذرعه اللبنانية والفلسطينية مجازر بحق الشعب الفلسطيني والسوري  واللبناني وخاض معارك قاسية ودموية ضد منظمة التحرير لإضعافها والهيمنة على قرارها وبالتالي المتاجرة بالقضية الفلسطينية وفي هذا الصدد فقد اعتاد خدام القول ساخراً من المنظمة و ياسر عرفات هو ليس الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني بل ممثل فقط فقد كان أكثر دبلوماسية 

وبالنسبة لانشقاق خدام عن نظام الأسد الابن ٢٠٠٥ فيحتاج إلى شرح وتفسير هو لم ينشق عن نظام حافظ الأسد الذي كان شريكا أو أداة فيه وإنما انشق عن بشار لأنه ظن أنه ينقلب على نظام أبيه وربما يرتد سلباً على النظام نفسه وإنجازاته لكونه بشار لم يفهم ويستوعب جيداً الفلسفة أو القواعد والأسس التي قام عليها نظام أبيه سواء في الداخل أو الخارج ولم يكن انشقاقه ندما على ماحل بالسوريين من نظام مستبد مارس صنوف الإجرام ضد السوريين لعقود وكان خدام ركنا أساسيا فيه.

إعداد: مروان مجيد الشيخ عيسى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.