اشتهرت الشام منذ القديم بصناعات شتى منها القماش كالدامسكو والبروكار وصناعة الخزف والنحاس والخشب ومن أشهرها صناعة السيوف فيعتبر السيف الدمشقي من أجود وأثمن السيوف على الإطلاق بتصميمه الذي يحظى بخصوصية في الشكل والتفاصيل والمواد المستخدمة إذ يميزه حده القاطع وظهره السميك العريض مع وجود حدين في الثلث الأخير منه ونصله المصنوع من الفولاذ الدمشقي المتين ذو الصلابة والمرونة في الوقت ذاته وتزين سطحه نقوش دمشقية ويساعد تصميمه المنحني على تفريغ الضربات بعيداً عن يد المقاتل.
لكن أهم ما يميز السيف الدمشقي وأعطاه هذا القدر الكبير من الشهرة والانتشار المعدن الخاص المصنوع منه والذي يتألف من اتحاد معدنين أساسيين معدن أسود يحوي نسبة عالية من الكربون ومعدن أبيض بنسبة منخفضة من الكربون حيث يحافظ كل منهما على خواصه وقد ساعد هذا التصميم السيف على الانحناء بمرونة وبدرجات قليلة في المعارك على عكس سابقيه من البرونز والنحاس.
ويشكل النصل بصهر فلذات الحديد ثم يطرق عدة مرات ويصقل وأخيراً تشكل الميازيب السوائل على صفحة النصل لتخفيف وزنه ويزين أحياناً بنقوش تحمل اسم الصانع واسم السلطان أو اسم صاحب السيف نفسه، ثم يجهز الغمد ويشطب بآلة حادة لتهيئتها لقبول الخيوط أو رقائق المعدن التي ستملأ الخطوط المرسومة وتشكل الرسومات والكتابات بما يسمى فن التكفيت الدمشقي وفيه تصف الخيوط المعدنية الذهبية أو الفضية التي تأتي بسماكة ١.١٠ميليمترا على شكل حصيرة تشكل رسومات وكتابات مختلفة ثم تعرض بعد تشكيلها لحرارة عالية تساعد في صهر المعدن المضاف والتصاقه بالمعدن الأساسي وتصقل وتلمع لتظهر بشكلها النهائي ومن يزور أسواق دمشق اليوم يجد السيوف معلقة يقبل على شرائها من يحب الأصالة فيتنافس على اقتنائه السياح من جميع دول العالم كونه يمثل حقبة ذهبية من تاريخ أقدم عاصمة على وجه الأرض دمشق العروبة دمشق عاصمة الخلود.