الحلويات الشامية وعبق التاريخ التليد

اشتهرت سوريا منذ القديم بصناعة الحلوى فالبقلاوة والبلورية والنابلسية وحلاوة الجبن وغيرها حلويات دمشقية شامية بامتياز حيث تزدهر هذه الصناعة التي يعود عمرها لأكثر من مئة عام في العاصمة دمشق  معتمدة في ذلك على خبرات متوارثة في مجال صناعة الحلويات ومواد أولية غنية بالنكهة والخامة الطبيعية وغير ذلك من المقومات التي ساهمت في إيصال علبة الحلو الشامي إلى أسواق كندا والبرازيل وألمانيا
فالحلويات الشامية منذ أكثر من مئة عام إلى الآن ومنذ ستينيات القرن الماضي وحتى الآن تشهد صناعة الحلويات الشامية تطورا كبيرا فقد صارت أصناف البقلاوة تتعدى الثمانية أصناف حيث أضيف إليها ما يسمى الكول وشكور كل واشكر ربك المختلف عن البقلاوة شكلا وطعما لأن عملية تكثيف الفستق داخله تتم مع السمنة وليس مع السكر والآسية التي تشبه البقلاوة لكن حبتها أصغر ونسبة الفستق فيها أعلى بمعنى أنها مدعومة أكثر وهناك أيضا الأصابع التي تصنع بالكاجو أو الصنوبر الناعم وكذلك تطورت صناعة المبرومة فاشتقت منها أصناف فاخرة كالبلورية وعش البلبل بالفستق وهو من الأصناف التي تلاقي استساغة ورواجا كبيرا لانخفاض نسبة الدسم فيه وحلاوته القليلة وكنافته الناعمة الطرية ذات النكهة المميزة وهناك أيضا البقج رقائق عجين مغلقة على شكل فطائر في قلبها فستق.
وهذه الأصناف تخضع أيضا لإدخال تعديلات وتحسينات بغية جذب الزبائن وإرضاء رغباتهم وشد انتباههم إلى أصناف لايعرفونها فالبلورية كانت منذ فترة قريبة تصنع بالفستق فقط أما الآن فقد أصبحت تصنع بالكاجو والبندق واللوز وغير ذلك من المكسرات كما يمكن أن تحوي على طبقة كنافة واحدة أو أكثر والمعمول أيضا لم يعد يقتصر على التمر والفستق فقط بل أصبح يغلف بالسمسم ويضيف إليه الفواكه كالنارنج والبرتقال والفراولة والتفاح وستستمر عجلة صناعة صناعة الحلوى السورية في تطور مستمر مما جعلها مطلب الكثير ممن يعشقون الحلويات الأصيلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.