تعد منطقة الجزيرة والأراضي المحيطة بنهر الفرات من أخصب مناطق سوريا وأكثرها تنوعا بالمحاصيل الزراعية وتشتهر مدينة الحسكة بكونها السلة الغذائية للبلاد وبحسب الإحصائيات الرسمية تبلغ مساحة الأراضي المزروعة نحو ٣٥% من إجمالي مساحة المحافظة
كما يرتبط الدور التجاري لمنطقة الجزيرة بموقعها الجغرافي كمنطقة حدودية تجمع الأراضي السورية بالعراق وتركيا الأمر الذي يعزز من حركة التبادل ويفرض على السكان تشكيل وحدة تجارية تشكل هوية جامعة للجزيرة مما دفع التجار إلى إيجاد مناخ اقتصادي مشترك يساعدهم في تأمين وإنجاح مشاريعهم التجارية المشتركة
فالطبيعة الزراعية التي فرضتها منطقة الجزيرة من وجود نهر الفرات دفعتها لعمل مشترك ليؤمن فيه احتياجاتها الأساسية
ولا تقتصر العمليات التجارية في منطقة الجزيرة السورية على عمليات البيع والشراء اليومية فقط إذ أصبح من الضروري إيجاد آلية تسهل عمليات النقل والتصدير بين المناطق ما يدفع العديد من السائقين إلى الاشتراك بهذه العمليات لتسهيل نقلها وتوزيعها إلى كافة مناطق الجزيرة السورية فالمحاصيل الزراعية التي تنتجها الأراضي الزراعية التابعة للفلاحين تحتاج إلى إيجاد طريقة لتصديرها كما أن عدم وجود منفذ بحري يطل على منطقة الجزيرة لتصريف المنتجات الزراعية والتجارية دفع التجارإلى تشكيل هيكلية اقتصادية من سائقين للمساهمة في تصريف منتوجاتهم الزراعية
ويتبادل تجار منطقة الجزيرة كميات كبيرة من المنتوجات الزراعية كالقمح والطحين والأسمدة الزراعية فضلا عن المواد الغذائية التي يتم تبادلها بشكل يومي في مدينة القامشلي والحسكة والتي تعتبر الأولى في توريد العديد من المنتوجات كالكمون والعدس والفول والقمح والشعير ورغم محاولات الفصل الكبيرة التي انتهجها النظام السوري على مدى ستة عقود فمن الصعب التفريق بكافة الأمور الحياتية المشتركة المتعلقة بهم فلولا هذه الحياة المشتركة لما قامت حياة في الحسكة وباقي المحافظات الأخرى في الجزيرة السورية فالحياة الاقتصادية لمنطقة الجزيرة تأثرت خلال الأعوام الماضية نتيجة التوترات الأمنية و إغلاق الحدود التركية شمالًا والحدود العراقية شرقًا
جميع الظروف السياسية والعسكرية القاسية من حصار وخناق فرض خلال الأعوام الماضية في سوريا والذي امتد ليشمل منطقة الجزيرة السورية التي لقيت النصيب الأكبر من كافة أنواع الحصار الاقتصادي وانعدام المواد الأولية دفعت الكثير لمتابعة تجارته مع العديد من المكونات العربية وجعلتهم أكثر طموحا للمزيد من العمليات التجارية مع المحافظات الأخرى
فالجزيرة السورية تبقى هي سلة غذاء سوريا وموقع ثرواتها.
إعداد: مروان مجيد الشيخ عيسى