دخلت الحرب الروسية على أوكرانيا يومها الخامس عشر ، ومازال المجتمع الدولي يندد كل يوم بالجرائم الروسية المرتكبة بحق الشعب في أوكرانيا ، حيث أعلنت الحكومة الأوكرانية أن روسيا تمادت والقصف طال مشفى للأطفال ، الأمر الذي أثار غضب كييف والغرب ، واتهم زيلنسكي موسكو بأنها تقوم بارتكاب جرائم حرب ،مازالت نيران الحرب مشتعلة ويبدو أن الأزمة تزداد ، ولم توجد حلول دبلوماسية حتى اللحظة ،والحل العسكري فقط هو المطروح ، الاجتماعات والمؤتمرات الصحفية للناتو والإدارة الأمريكية لاترجح إرسال طائرات ميغ29 ،حسب قول جون كيربي الناطق باسم البنتاغون ، ففكرة إرسال الطائرات تشكل خطوة خطيرة من شأنها تصعيد الأزمة لأكبر من ذلك .
والحل المطروح من الناتو فقط هو إرسال مضادات المدرعات والطائرات والأسلحة والمدفعيات التي يعتبر الشعب الأوكراني متمرسا باستخدامهم على حد قوله وإرسال الطائرات لن يحدث فرقا سوى تصعيد خطير من شأنه مفاقمة الأزمة.
منذ بدء العملية العسكرية التي قررت موسكو القيام بها للاستيلاء على أراضٍ أوكرانية، والعالم يعيش أزمة هي الأشد من نوعها ، تداعيات هذه الأزمة طالت الجميع ولم تقتصر على أوكرانيا فقط أطماع بوتن وحلفاؤه لن تتوقف على أوكرانيا فلكل منهم حلم يراود مخيلته للسيطرة على الدول المستقلة وإعادة روسيا للسوفييت الاتحادية والعودة لعهد الإمبراطوريات والحروب والغزوات مطامع روسية كبيرة وحلم للسيطرة على أوربا بدأ من أوكرانيا ولا نعلم أين سينتهي ، رجح الكثير أن بوتن غير طبيعي وسمي بهتلر العصر وأنه يدفع العالم لحرب عالمية ثالثة ولن تكون مثل سابقاتها ،حرب نووية من شأنها تدمير العالم فلا يستطع أحد القول روسيا لن تفعل لطالما قيل لن تفعل ولكنها فعلت.
وبينما تتعالى أصوات المدافع والقصف في سماء كييف ،
توجه الوزير الروسي ونظيره الأوكراني إلى انطاليا حيث سيعقد اجتماع بوساطة تركية لإيجاد،حل دبلوماسي يطفئ لهيب الحرب المشتعلة على الأراضي الأوكرانية ، ويوقف موجات النزوح التي تخطت المليوني أوكراني منذ بدء الحرب ، يعلن الطرفان الخسائر والضحايا بشكل يومي ، والأكيد أن الأوكرانيين يقاومون بشراسة.
كما وجه رياضيون ومسؤولون من أوكرانيا ، نداء من أجل السلام في دورة ألعاب بكين الأولمبية الشتوية.
وبقيادة رئيس اللجنة البارالمبية الوطنية” فاليري سوشكيفيتش ” وفد متكون من 20 فردا يحملون رسالة مفادها “السلام للجميع “.
الأزمة الأوكرانية يبدو أنها عابرة للحدود ، العالم كله يتأثر اقتصاديا حيث تعتبر أوكرانيا سلة العالم الغذائية الكبرى ، ارتفاع كبير في الأسعار تشهدها الأسواق العالمية ومادة القمح والذرة والحبوب بشكل عام التي تعتبر المصدر الأول على جميع الموائد.
وترتفع أسعار الزيت حيث تعتبر أوكرانيا المصدر الأول لها ، تزرع جميع المواد الأساسية في المساحات التي تدور رحى الحرب عليها الآن في الشمال الأوكراني.
ومازالت مجموعة أوبك تقاوم حتى الآن دعوات من الولايات المتحدة وحلفائها لزيادة الانتاج حتى مع ارتفاع أسعار النفط إلى أكثر من 120دولارا للبرميل.
منذ مساء البارحة شهدت أسواق النفط العالمية تراجعا في أسعار النفط ،بأكبر نسبة منذ الأيام الأولى لجائحة كوفيد- 19 قبل عامين تقريبا.
حذر البنك الدولي من احتجاجات وأحداث شغب بسبب التضخم الناتج عن الحرب الروسية الإوكرانية .
قالت كارمن راينهارت “كبيرة الاقتصاديين في البنك الدولي ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء بسبب العملية العسكرية الروسية على أوكرانيا فاقم مخاوف الأمن الغذائي في العالم ككل والشرق الأوسط وأفريقيا وقد يؤدي إلى تنامي الاضطرابات الاجتماعية.
مخاوف كبيرة في أوربا تتعلق باستقرار أسواق الغذاء.
حيث أردفت “ستكون هناك تداعيات خطيرة على الشرق الأوسط وإفريقيا وشمال إفريقيا وجنوبي الصحراء الكبرى ،على وجه الخصوص ” التي هي أصلا تعاني من انعدام الأمن الغذائي.
أحداث الشغب والحروب تأثيراتها كبيرة جدا على أسواق الغذاء والغلاء العالمي لمصادر الطاقة كما حدث في الربيع العربي حيث ارتبطت أحداث الشغب في 40 دولة بارتفاع أسعار الغذاء العالمية.
وذكر البنك الدولي أنه بعد أيام من بدء الغزو الروسي على أوكرانيا أسعار السلع الزراعية التي زادت بالفعل بنسبة 35% ،ومن المتوقع أن تواصل في الارتفاع بسبب الحرب حيث تعتبر روسيا وأوكرانيا من كبار مصدري القمح والذرة والشعير وزيت دوار الشمس.
وعلى خلفية الصراع الدائر يلتقي الوزير الأوكراني ونطيره الروسي اليوم بعد إسبوعين من المحادثات التي لم تفض ِ إلى حلول لوقف الصراع ،يجتمع النظيران لإجراء محادثات للمرة الأولى منذ بدء الحرب في أوكرانيا بوساطة تركية تأمل الأخيرة من خلالها أن تُحدث نقطة تحول في الصراع ومحاولة لوقف إطلاق النار أونتائج أخرى ترضي الطرفين على هامش منتدى دبلوماسي في إقليم انطاليا بجنوب تركيا.
استمرار الحرب يشكل خطرا على العالم أجمع ومن شأنه أن يخلق مجاعة فالسلة الغذائية العالمية الأوكرانية مهددة بالزوال وعلينا تخيل المشهد وتداعياته ويبقى الأمر منوطا بما ستحدثه المحادثات والمساعي لتحقيق الحل الدبلوماسي الذي من شأنه تحقيق السلام وحفظ الأمن الغذائي من التدهور أكثر.